التفاسير

< >
عرض

فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٧١
حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ
٧٢
-الرحمن

تيسير التفسير

{ فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا } نعمه من الخيرات الحسان { تُكَذِّبَانِ. حُورٌ } بدل من خيرات أو نعت آخر لمنعوت خيرات، أى نساء خيرات حسان حور وهذا أولى والمفرد حوراء. ومادة "ح و ر" بمعنى البياض والمعنى بيض البدن، كما روى عن أم سلمة مرفوعاً بلا ذكر بدن مع أنه مراد، وكما روى عن ابن عباس موقوفاً وقيل شديدات بياض العيون وسوادها، أو ذلك مع استدارتها ورقة جفونها وبياض ما حول الجفون أو شديدات بياض العيون وسوادها مع بياض الجسد كله أو سود العيون كلها كالظباء، وإِذا صح تفسير عنه - صلى الله عليه وسلم - وقف معه ولم يتجاوز إِلا إِن كان حديث، آخر فيجمع بينهما أو شئ يفهم من الحديث { مَّقْصُوراتٌ } محبوسات خلقة وطبعاً، ولا يدل على هذا قاصرات الطرف نعم يتبادرانه بطبع وخلق { فِي الْخِيَامِ } لا تتجاوزها إِلا بإِذن أزواجهن والخيام جمع خيمة، وهى البيت المبنى من عيدان الشجر مطلقاً أو كل بيت مستدير من العيدان أو إِن كان من ثلاثة أعواد أو أربعة يلقى عليه التمام، ويستظل به، وغير التمام من النبات مثله. وقال ابن الأَعرابى الخيمة بأَربعة أعواد تسقف بالتمام، وكل خيام الجنة من لؤلؤ وزبرجد ودر تضاف إِلى القصور زيادة عليها، وإِن كان من شعر أو قطن أو نحوه فهو بيت لا خيمة، والمراد يبنى لهن مثل ذلك فى الجنة من جواهرها كالزمرد والياقوت والمرجان وغير ذلك كاللؤلؤ. وعن أبى الدرداء: الخيمة من لؤلؤة واحدة لها سبعون باباً من در، وعن ابن عباس من لؤلؤة واحدة مجوفة، أربعة فراسخ لها أربعة آلاف مصراع من ذهب. وعن أبى موسى عنه - صلى الله عليه وسلم - كما فى البخارى ومسلم والترمذى: "الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ستون ميلاً في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون يطوف عليهم المؤمن" ، وروى عرضها ستون ميلا، قلت: ولا تستوحش أيها القارئ من ذلك ومثله فإِن الله عز وجل يقوى نظر المؤمن، ويرى ذلك كله مع تلذذه بذلك الوسع وفى الخيام متعلق بمقصورات، وقيل المعنى مقصورات القلوب والأَبصار على أزواجهن فيكون فى الخيام نعت آخر أو حالا لازمة.