التفاسير

< >
عرض

مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ
١٦
يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ
١٧
-الواقعة

تيسير التفسير

{ مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا } حال من ضمير الاستقرار فى قوله: على سرر، فى أوجهه المذكورة.
{ مُتَقَابِلِينَ } حال ثانية أو حال من المستتر فى متكئين والمراد أنه لا يستدبر أحد منهم الآخر، لصفاء قلوبهم وحسن العشرة ورعاية الأَدب، وكذا قوله تعالى: { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ } حال أُخرى أو حال من المستتر فى متقابلين ويجوز أن يكون مستأَنفا، واختاره بعض، والمراد يدور عليهم للخدمة ولدان مبقون على حالهم وشكلهم، وهذا معنى تخليدهم وهم أولاد أصحاب النار المشركين والفساق وأطفال يخلقهم الله فى الجنة، وفى تسميتهم أولادا مجاز صورى، أى هم على صورة الولدان، لأَنهم خلقوا فى الجنة بلا ولادة، فذلك جمع بين الحقيقة والمجاز أو عموم المجاز، وفى الحديث أولاد الكفار خدم أهل الجنة وما ورد من قوله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة فى طفل مات وقالت: طوبى لكل عصفور من عصافير الجنة ومن قوله - صلى الله عليه وسلم - فى أطفال المشركين والمنافقين:
"الله أعلم بما يعملون لو كانوا يعملون" ، إِنما هو قبل نزول قوله تعالى: { { ألحقنا بهم ذريتهم } [الطور: 21]، وقبل الوحى بأَن أولاد الكفار خدم أهل الجنة، وقبل قوله: سأَلت ربى فى اللاهين فأَعطانيهم، فيكون ولد الموحد الذى لم يدخل الجنة خادما لأَهل الجنة، وأما ولد المؤمن الداخل للجنة فلا يكون خدما لأَبيه فى الجنة ولا لغيره، بل يستقل وتقر به عين أبيه، ومن لا ولد له وخدمه ولد غيره، كان ذلك له نقصا لأَبى الخادم، وقيل التخليد لبس القرط فى الأذن والخلد القرط، ولا يصح ما قيل: إِن الأَطفال يعودون مطلقا ترابا كالبهائم، ولا ما يروى من أنه توقد لهم نار فإِن اقتحموها دخلوا الجنة وإِلا فالنار، والآخرة ليست دار تكليف وقد جاء الحديث والقرآن بأَن الأَطفال غير مكلفين فكيف يحدث لهم التكليف فى الآخرة.