التفاسير

< >
عرض

وَحُورٌ عِينٌ
٢٢
كَأَمْثَالِ ٱللُّؤْلُؤِ ٱلْمَكْنُونِ
٢٣
جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٢٤
-الواقعة

تيسير التفسير

{ وَحُورٌ عِينٌ } عطف على ولدان أى يطوف عليهم ولدان مخلدون، ويطوف عليهم حور عين وطوافهن فى الخيام، فلا ينافى كونهن مقصورات فى الخيام، أو من الحور ما ليس بمقصور فى الخيام بلا عيب فى ذلك ولا نقص، ويجوز أن يكون مبتدأ محذوف الخبر، أى لهم فيها حور عين أو لهم حور أو فيها حور، ومعلوم أن ما فى الجنة هو لأَهلها أو معطوف على محذوف، أى لهم ذلك كله، وحور عين والحذف خلاف الأَصل، ووزن حور وعين فعل بالضم فالإِسكان كحمر إِلا أنه كسرت العين لأَنه لو ضمت لقلبت الياء واوا، والمفرد حوراء أى بيضاء وعيناء أى واسعة العين. { كَأَمْثَالِ اللُّؤلُؤِ } جمع بين الكاف والمثل للتأَكيد وأولى بالزيادة الكاف لأَنها حرف، ولو كانت الزيادة بالأَخير أنسب، أو أمثال بمعنى صفات كقوله تعالى: { { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } [الشورى: 11] أى ليس كصفته شئ، أى صفة فى أحد الأَوجه، والمعنى كصفات اللؤلؤ من الحسن والصفاء والبياض والكاف متعلق بمحذوف نعت لحور أو حال، والصحيح تعليق الكاف والأَصل بعد النكرة النعت لا الحال.
{ الْمَكْنُونِ } المستور عما يوسخه من مس الأَيدى وغيرها { جَزَاءً } مفعول مطلق أى يجزون جزاء، أو مفعول لأَجله أى يفعل ذلك لأَجل المجازاة أى ليحصل الجزاء { بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } أى بالذى يعملونه أو بأَشياء يعملونها أو بعلمهم، ولم يختم قصة أصحاب اليمين بعد بقوله جزاء بما إِلخ، كما ختم به قصة السابقين إِشارة إِلى أن الفضل فى حقهم متمحض، كأَن عملهم بالنسبة إِلى عمل السابقين كالعدم وفيه زيادة مدح للسابقين.