التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً
٢٦
-الواقعة

تيسير التفسير

{ إِلاَّ قِيلاً } أى قولا { سَلاَمًا سَلاَمًا } استثناء منقطع لأَن التسليم ليس لغوا ولا تأَثيما، ويجوز أن يكون متصلا تأَكيدا لنفى اللغو والتأْثيم، أى إِن كان فيها اللغو أو التأثيم، فهو قول سلاما سلاما، وقوله سلاما سلاما ليس لغوا ولا تأَثيما، فليسا فيها كقوله:

ولا عيب فينا غير أن سيوفنا بهن فلول من قراع الكتائب

من تأْكيد المدح بما يشبه الذم، فرضنا قول سلاما سلاما كذم وليس ذما، وسلاما سلاما مفعول به لقيلا، لجواز أن ينصب القول مفردا بمعنى الذكر، نحو قلت الله أى ذكرت لفظ الجلالة، وذلك من إِعمال المصدر المنون كقوله تعالى: { { أَو إِطعَامٌ في يومٍ.. } } [البلد: 14] الخ أو سلاما سلاما بدل من قيلا أو مفعول مطلق لمحذوف، فيكون القيل ناصبا لجملة أى سلمنا سلاما سلمنا سلاما علىطريق الإِنشاء، كاشتريت إِذا قلته لعقد البيع، ويجوز أن يعتبر أن قول سلاما سلاما فى الجنة لغو لأَن السلام دعاء بالسلامة وأهل الجنة أغنياء عنه ولا لغو فى الجنة، فالاستثناء من لغو فقط، ولا يمنع منه الفصل بتأَثيما لظهور المراد خلافا للسعد، إِذ منع ما جاء رجل ولا امرأة إِلا زيدا فى الاستثناء المتصل، وقيل سلاما بمعنى سالم نعت لقيلا أى إِلا قيلا سالما من اللغو والتأْثيم.