التفاسير

< >
عرض

أَفَرَأَيْتُمْ مَّا تُمْنُونَ
٥٨
ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَم نَحْنُ ٱلْخَالِقُونَ
٥٩
-الواقعة

تيسير التفسير

{ أَفَرَايتُم } أتذكرتم فرأيتم { مَّا تُمْنُونَ } ما تقذفونه من المنى فى الأَرحام { أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ } تصورونه بشرا وتنفخون فيه الروح، وقيل أنتم تخلقون نفس المنى من الدم، والجملة مفعول ثان معلق عنه بالاستفهام، وإِن جعلنا الرؤية بصرية فالجملة مستأنفة.
{ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ } المصورون للمنى بشرا أو خلقنا المنى وأم متصلة كما هو ظاهر وأجيز أن تكون منقطعة بمعنى بل الإِبطالية، وزعم بعض أنها بمعنى بل وهمزة التقرير وأنتم مبتدأ، فالجملة اسمية كالجملة المعطوفة بعدها عليه ولو جعلناه فاعلا لمحذوف، أى أتخلقونه فحذف غير الواو وجعل بدله ضمير منفصل لتخالفت الجملتان، فعلية واسمية، والأَصل التوافق وعدم الحذف ولا نسلم أنه إِذا أمكنت الفعلية بعد الهمزة لم يعدل عنها ويحسن للقارئ والمستمع أن يقولا عند قراءة: قل أفرأيتم.. الخ بل أنت يا رب.
قال حجر المروى: بت عند على فسمعته يصلى كلما قرأ أفرأيتم الخ، قال ثلاثاً: أنت يا رب، وهذا فى النفل جائز وقيل: لا. والقولان أيضاً عند قومنا، وإِنما اختلف فيه لأَنه ليس من القرآن، ويباح آخر تحية التسليم سائر الأَذكار بالعربية، ولو من صلاة الفرض، ويجوز الجهر بها لأَنها ليست من التحيات، والتحيات تمت فى قوله عبده ورسوله ويجوز بلى بعد أليس الله الخ، فينبغى لنا أن ننوى بلى التى فى القرآن.