التفاسير

< >
عرض

فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ
٨٦
تَرْجِعُونَهَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٨٧
فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ
٨٨
فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ
٨٩
-الواقعة

تيسير التفسير

{ فَلَوْلاَ إِن كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ } غير مربوبين لله عز وجل وهو اسم مفعول، دانه يدينه أى قهره وساسه وهو متعلق بقوله تعالى: نحن خلقناكم فلولا تصدقون، وقيل إِنه من دان يدين بمعنى جازى يجازى وأنه متعلق بقوله أئذا متنا.. الخ من إِنكار البعث ويرده أنه ليس المقام لذكر الجزاء وأن كونهم مجازين لا تعلق له برد الروح إِلى البدن. { تَرْجِعُونَهَا } أى الروح إِلى محالها من البدن { إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ } قيل إِن كنتم صادقين فى أنه غير خالق للناس وفيه إِنا لا نسلم أنهم ينفون أن يكون الله عز وجل خالقا بل يعترفون به ألا ترى أنه تعالى احتج عليهم فى البعث بخلقه إياهم وقيل إِن كنتم صادقين فى كفركم وتعطيلكم للبعث وفى نسبة المطر إِلى النوء والنجم ونفى ذلك عن الله عز وجل { فَأَمَّا } الفاء عاطفة على محذوف أى يتوفى الإِنسان فأَما { إِن كَانَ } المتوفى { مِنَ الْمُقَرَّبِينَ } مر بيان المقربين وبيان أصحاب اليمين { فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيم } جواب إِن وهى وشرطها جواب، أما وذلك أن (إِن) وشرطها مما بعد فاء الجواب قدمت لتفصل بين أما وفاء الجواب، وإِن وشرطها وجوابها جواب أما. فالفاء فى جواب أما والتقدير: فجزاؤه روح أو فله روح.
وعن سيبويه ما بعد الفاء جواب أما، وجواب أما محذوف. وقال به الفارسى وله قول بالعكس. وقال الأَخفش ما بعد الفاء جواب لهما. والخلاف فى كل شرطين اجتمعا والروح الرحمة على الاستعارة لأَنها كالحياة للمرحوم أو لأَنها سبب للحياة الدائمة وملزوم لها على المجاز المرسل الأَصلى، كما فسر الروح بالرحمة فى قوله تعالى
{ { ولا تيأَسوا من روح الله } [يوسف: 87]. والريحان الرزق وعليه ابن عباس أو الاستراحة، وعن الحسن الريحان المعروف وعن الطبرى: ريحانه لكل مقرب تخرج فيها روحه، وعن أبى سعيد يشم كل مقرب غصنين يؤتى بهما من الجنة فتخرج روحه. وقيل كل من الروح والريحان فى الآخرة.