التفاسير

< >
عرض

إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ
٩٥
فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ
٩٦
-الواقعة

تيسير التفسير

{ إِنَّ هَذَا } أى جميع ما فى السورة { لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ } العلم المتيقن البعيد عن اللبس والإِضافة للبيان، أى حق هو اليقين أو إِضافة صفة لموصوف أن اليقين الحق، أو المراد عين اليقين أى الخبر اليقين، أو يقين اليقين، كما تقول هذا صواب الصواب تريد أنه غاية الصواب. { فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } عطف إِنشاء على إِخبار أو إِذا علمت ذلك فسبح باسم ربك العظيم، أى نزهه عما تقول الكفار فى مخالفته. قال أبو داود وابن ماجه عن عقبة بن عامر الجهنى لما نزل قوله تعالى: فسبح باسم ربك العظيم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اجعلوها في سجودكم" . وفى مسلم عن أبى ذر قال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أخبرك بأَحب الكلام إِلى الله تعالى، قال سبحان الله وبحمده" . وفى البخارى ومسلم عن أبى هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إِلى الرحمن؛ سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم" وفى الترمذى عن جابر عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: "من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة" ، وعن حذيفة صليت مع النبى - صلى الله عليه وسلم - فكان يقول فى ركوعه: سبحان ربى العظيم، وفى سجوده سبحان ربى الأَعلى، وما أتى على آية رحمة إِلا وقف، وسأَل، وما أتى على آية عذاب إِلا وقف وتعوذ.
وروى أن عثمان دخل علىابن مسعود فى مرض موته فقال: ما تشتكى؟ قال: ذنوبى. قال: ما تشتهى؟ قال: رحمة ربى. قال: أفلا ندعُ الطبيب؟ قال: الطبيب أمرضنى. قال: ألا نأْمر بعطائك؟ قال لا حاجة لى فيه. قال: ندفعه إِلى بناتك؟ قال: لا حاجة لهن فيه. قد أمرتهن أن يقرأن سورة الواقعة فإِنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من قرأ سورة الواقعة فى كل ليلة لم تصبه الفاقة أبداً. والله الموفق المستعان.