التفاسير

< >
عرض

لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّن فَضْلِ ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ
٢٩
-الحديد

تيسير التفسير

{ لِئَلاَّ يَعْلَمَ أهْلُ الْكِتَابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَىْءٍ مِّن فَضْلِ اللهِ } متعلق بمحذوف، أى فعل ذلك لئلا يعلم أهل الكتاب أو أنزل ذلك لئلا يعلم.. إِلخ. أو علم الناس بذلك لئلا يعلم، وادعى بعض أنه متعلق بيؤت أو بيجعل أو بيغفر ويقدر الآخرين، وأنه يجوز التنازع فيضمر للمهمل ضمير المصدر، ولا نافية أى لينتفى علمهم بقدرتهم على أن ينالوا فضل الله بأَن يؤمنوا ويعملوا الصالحات وواو يقدرون لأَهل الكتاب ويجوز أن يكون للنبى صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، أى لئلا يعتقد أهل الكتاب أن محمداً والمؤمنين لا ينالون شيئاً من فضل الله تعالى، وقد نالوا سعادة الدارين، أو أن النبى والمؤمنين لا يقدرون.. إِلخ على أن علمهم بعدم قدرتهم على نيل الفضل كناية عن علمهم بقدرتهم على نيل الفضل وعلى هذا يكون أن الفضل معطوفاً على ألا يعلم داخلا معه فى التعليل، وشهر أن لا زائدة كما فى قوله تعالى: { { ما منعك ألا تسجد } [الأعراف: 12]، ومر كلام فيه وذلك لظهور المراد، ويدل للزيادة أيضاً قراءة ابن عباس رضى الله عنهما كى يعلم، وقراءة سعيد بن جبير لكى يعلم، وأن مخففة واسم أن ضمير أهل الكتاب، أى أنهم لا يقدرون أو ضمير الشأَن أى أنه والمعنى على الزيادة ليعلم أهل الكتاب بأَنهم لا ينالون شيئا من فضل الله تعالى ما لم يؤمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ويتبعوا شريعته.
{ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ } عطف على أن لا يقدرون { يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ } ايتاؤه خبر ثان أو مستأنف، ويجوز أن يكون خبراً، وبيد الله حالا لأن الفضل حدث، ولأَنه مقيد بتأْكيد أن وبعض أجاز الحال من المبتدأ مطلقا مع أن الحال لا يكون قيداً للعامل الذى هو الابتداء { وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } لا يعجزه إِجزال العطية. قالت اليهود: يوشك أن يبعث نبى يقطع الأَيدى والأَرجل، فلما خرج من العرب كفروا به، إِذ تفضل به على العرب، وكذا عمل اليهود إِلى نصف النهار وقد استأْجرهم إِلى الليل، وعجزوا وأعطوا قيراطا والنصارى من نصف النهار إِلى العصر، وعجزوا وأعطوا قيراطا وعملت هذه الأُمة من العصر إِلى الغروب، وأعطوا قيراطين وتركوا قراريطهم وقالوا نحن أكثر عملا، وهذه الأُمة أقل عملا فقال الله جل وعلا: هل أنقصتكم أجركم، ذلك فضلى أوتيه من أشاء ولو شئتم لأَتممتم العمل، فيكون لكم قيراطان، وفى رواية استأْجر اليهود من أول مرة إِلى نصف النهار، وذلك تمثيل، والروايتان فى البخارى.