التفاسير

< >
عرض

أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
١٥
ٱتَّخَذْوۤاْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ
١٦
-المجادلة

تيسير التفسير

{ أعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا } فى الآخرة بسبب حلفهم كاذبين وهو نص فى خطاب المشركين بالفروع { إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ } كاذبة { جُنَّةً } سترة عن المؤاخذة بما قد يظهر منهم من الإِشراك وما دونه فلا تباح دماؤهم وأموالهم وأولادهم { فَصَدُّوا } كل من تمكنوا من صده { عَن سَبِيلِ اللهِ } إِخلاص الإِيمان والجهاد والدخول فى الإِسلام، وقيل صدوا المسلمين عن قتلهم بكلمة الشهادة التى يتلفظون بها والمقام مقام التشنيع عليهم بالسعى فى تضعيف أمر المؤمنين وجر الناس إِلى الكفر فيضعف تفسير الصد بمجرد الإِعراض على أنه لازم { فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } فى الآخرة بسبب صدهم وهذا أولى مما قيل عذاب واحد وصف بالشدة وبالإِهانة ألا ترى كيف فرع الأَخير على الصدفيان أنه غير الأَول، وأيضاً النكرة الثانية غير الأُولى على القاعدة، وقيل العذاب الشديد فى القبر والعذاب المهين فى الآخرة ولا دليل على هذا التفضيل، نعم الإِهانة يتبادر منها الظهور ولا ظهور فى القبر بل فى الموقف.