التفاسير

< >
عرض

لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
١٧
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ
١٨
-المجادلة

تيسير التفسير

{ لَن تُغْنِي عَنْهُمْ أمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ } يوم القيامة مع افتخارهم بها فى الدنيا وإِهلاك أنفسهم بها فيها ومع دعوى أنهم كما احترموا بها فيها يحترمون فى الآخرة { مِنَ اللهِ } حال من قوله { شَيْئًا } مفعول به بمعنى لن تدفع عنهم مضرة جائية من الله عز وجل..
{ أَوْلَئِكَ أصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } والخلود فى النار لا ينافى الزمهرير لأَن المراد بالنار إما دار العذاب الشاملة للزمهرير لا خصوص النار وإما النار المحرقة بمعنى أنها لهم دائما ولو كانوا ينقلون عنها تارة وتارة إِلى الزمهرير لكن لا يدوم انقطاعهم عنها وإما النار المحرقة باعتبار أنها الغالب عليهم.
{ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعًا } متعلق بتغنى أو بخالدون على أن زمان البعث والموقف وما بعد ذلك زمان واحد { فَيَحْلِفُونَ لَهُ } والله ربنا ما كنا مشركين { كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ } فى الدنيا أنهم مسلمون { وَيَحْسَبُونَ } فى الآخرة { أنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ } جالب للخير دافع للضر كما دفعوا الضر وجلبوا النفع فى الدنيا بإِيمان ألسنتهم عطف على يحلفون له، ويجوز عطفه على يحلفون لكم أى وكما يحسبون فى الدنيا أو الأَول أظهر يزعمون أن أيمانهم الكاذبة تروج عنده عز وجل كما راجت فى الدنيا { أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ } الكاملون فى الكذب الكاذبون غاية الكذب إِذ زعموا أن كذبهم يخفى عن الله عز وجل فلا يعاقبهم.