التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ
١٠
-الأنعام

تيسير التفسير

{ وَلَقَدْ اسْتُهزِئَ } أَكد الله جل وعلا بالقسم واللام وقد تسلية لرسوله صلى الله عليه وسلم على استهزاء قومه كأَبى جهل والنضر والوليد وأُمية، وأَن يصبر كما صبر الرسل الذين استهزأَ بهم أَقوامهم، أَى والله لقد استهزئ { بِرُسُلٍ } كثير عظام، فصبروا، فاصبر مثلهم أَو أَكثر { مِنْ قَبْلِكَ } نعت لرسل أَو متعلق باستهزئ { فَحَاقَ } أَى نزل، ولا يستعمل إِلا فى الشر { بِالَّذِينَ } أَى بالأَقوام الذين { سَخِرُوا } استهزءُوا، وكل منهما بمعنى الاحتقار، إِلا أَنه يقال استهزأَ به بالباءَ لا بمن، ويقال سخر منه وبه، بالباء أَوبمن، كما قال هنا { مِنْهُمْ } من الرسل وهذا وعيد لأَهل مكة أَن يحيق بهم على استهزائهم برسلهم ما نزل على الأُمم لاستهزائهم برسلهم، كإغراق قوم نوح، وإَحصاب قوم هود وإِرسال الريح عليهم والحجارة على قوم لوط والصيحة على نمرود وقوم شعيب وهو العقاب المذكور بقوله تعالى { مَا كَانُوا بِهِ يَسَتَهزِئُونَ } أَى العذاب الذى كانوا يستهزئون به ويكذبون الإِخبار بإِتيانه إِن لم يتوبوا، أَو حاق بهم جزاء ما استهزءوا به من الكتب والمعجزات أَى الجزاء الذى يستحقونه باستهزائهم بتلك، والاستهزاء بالكتب والمعجزات استهزاء بالرسل، ولا حاجة إِلى دعوى أَن المعنى فحاق بالذين سخروا منهم جزاء الاستهزاء الذى استهزءُوا به، أَى الذى أَوقعوه، ولا إِلى دعوى رد هاء به إِلى الرسول بالإِفراد والمراد به الحقيقة.