التفاسير

< >
عرض

قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ ثُمَّ ٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ
١١
-الأنعام

تيسير التفسير

{ قُلْ } لقومك { سِيرُوا فِى الأَرْضِ } إِذا أَردتم السير فيها لمصالحكم، كالتجارة وزيارة أَرحامكم وأَصدقائكم، وتعلم الطب والصنايع بحسب ما اتفق من ذلك، أَو أَنشئوا السير لمجرد النظر والاعتبار، ولو بلا قصد تجارة، أَو للتجارة أَو نحوها وللاعتبار معا { ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبةُ المكَذِّبِينَ } من العذاب، وليخف قومك مثله لتكذيبك، ثم تراخٍ فى الزمان لأَن بين مكة التى يسيرون منها وبني مواضع هلاك الأُمم مسافة بعيدة، والنظر فى آثار الهالكين لا يمكن قبل وصولهم إِليها، أَو ثم لتراخى الرتبة إِذ رتبة النظر لوجوبها متراخية من رتبة التجارة ونحوها من المباحات، ولا يعدون زيادة الرحم عبادة لشركهم، أَو سيروا وجوباً لقصد النظر، ثم انظروا إِذا وصلتم ورأَيتم، فثم لتفاوت ما بين الواجبين والسير وجب لترتب النظر عليه، وللوسائل حكم المقاصد والنظر أَوجب منه لأَنه ذاتى والسير للنظر وسيلة، وذلك كما وجب إِعداد الدلو لمن لا يجد الماءَ للوضوء مثلا إِلا به، ويجوز أَن تكون ثم لملطلق الجمع كالواو، وأَما قوله تعالى: " { قل سيروا فى الأَرض فانظروا } "[الروم: 42] فالسير فيه لأَجل النظر بدليل فاء السببية فهى دليل فلا تحكم فى جعل السير فيه للإيجاب وفى المقام للإباحة، وعلى كل حال نهاهم عن سير الغافلين عن النظر، وأَمرهم بتعرف أَحوال الأَمم الهلكى، والنظر نظر عين ليوصل إِلى نظر القلب، أَو المراد نظر القلب.