التفاسير

< >
عرض

فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٤٥
-الأنعام

تيسير التفسير

{ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَموا } أَى فقطع دابرهم، فوضع الظاهر موضع المضمر، ليذكر الظلم الموجب لقطع دابرهم وهو آخرهم أَى استؤصلوا بالعذاب جميعاً، فذكر الدابر كناية عن التعميم، حتى أَن العذاب وصل إِلى آخرهم، ودابر كل شئ الجزء الأَخير منه، ويطلق أَيضاً على الأَصل كما فسر به الأَصمعى الآية ونحوها { وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } حمد الله نفسه على نصرة الرسل وإِهلاك أَعدائهم وهم أَعداؤه، فإِن إِهلاكهم نعمة عظيمة فيها تخليص أَهل الأَرض من زيغهم والاقتداء بهم، وما يترتب عيه من مضرة الدنيا والآخرة، وفيها إِظهار حجة الرسل، وفى ذلك تعليم لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين أَن يحمدوا الله على إِهلاك أَعدائهم إِذا أَهلكهم، والإِخلال بالشرع يوجب الهرج والمرج، والرب بمعنى المنعم وإِن أُريد معنى المالك فالمعنى الحمد لله الملك القهار الذى له الكبرياء والعظمة والتصرف فى ملكه كيف شاءَ.