التفاسير

< >
عرض

ذٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٨٨
-الأنعام

تيسير التفسير

{ ذَلِكَ } الدين الذى هدوا إِليه، أَو ذلك الاجتباء، أَو ذلك الهدى، { هُدَى اللهِ } خبر ذلك { يَهْدِى بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } خبر ثان أَو حال من هدى، أَو خبر وهدى بيان، أَو بدل، والمراد بالدين الذى هدوا إِليه التوحيد مع ما يتفرع عليه لقوله { وَلَوْ أَشْرَكُوا } أَى هؤلاءِ الأَنبياء { لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } مع عظيم شأْنهم وعلو مراتبهم، فكيف غيرهم، أَو كانوا كغيرهم فى الحبوط، وللكلام مقاصد فلا يرد على أَن علوهم شأنا ورتبة أَدعى للحبوط بالإِشراك من حيث إِن المؤاخذة تعظم بحسب عظم نعمة الدين مثلا، والهاء فى به عائد على هدى الله، وهما معا بمعنى المهدى به إِذا كانت الإِشارة إِلى الدين، وإِن كانت للاجتباءِ المأْخوذ من اجتبينا، أَو كانت للهدى المأْخوذ من هدينا، وهما باقيان على المعنى المصدرى فهى عائدة إِلى هدى الله بالمعنى المصدرى على طريق الاستخدام بأَن يراد بها المهدى به لا المعنى المصدرى، والآية دليل أَن الهدى بفضل من الله لتعليقه بالموصول الذى مع وصلته هو كالمشتق المؤذن بعليه ما منه الاشتقاق.