التفاسير

< >
عرض

وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَٰتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ
٩٨
وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ ٱلنَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّٰتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَٰبِهٍ ٱنْظُرُوۤاْ إِلِىٰ ثَمَرِهِ إِذَآ أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذٰلِكُمْ لأَيَٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
٩٩
-الأنعام

تيسير التفسير

{ وَهُوَ الَّذِى أَنْشَأَكُمْ } خلقكم. قال هنا أَنشأَ بخلاف بقية السور ليس فيها لفظ أَنشأَكم ليوافق قوله بعد " { وهو الذى أَنشأَ جنات } " [الأنعام: 141] والكل فى الإِيجاد بعد العدم للدلالة على البعث، وقد وافق قوله قبل " { ثم أَنشأنا من بعدهم قرنا آخرين } "[المؤمنون: 31] فينبغى أَن يقال كلاهما لموافقة أَنشأَ جنات، إِذ هن فى سورة واحدة نزلت بمرة، أَو للتفنن، أَو لاعتبار مفهوم الخلق تارة وهو قطع الشئِ وفرضه، ومفهوم أَنشأَنا تارة وهو الإِبداع، والخطاب لبنى آدم كلهم، أَو من وجد وقت النزول ومن وجد بعده { مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَة } آدم ومنه خلقت حواء من ضلعه، وعيسى إِذ هو من مريم ومن ذريته، ويأجوج ومأجوج، وإِذا كنتم من نفس واحدة فلم يتعاظم بعض على بعض، ولم لا تكونون فى المعاونة على الخير كواحد، ولم يظلم بعضكم بعضاً وكأَنه ظلم نفسه، والرجوع إِلى أَصل واحد أَقرب إِلى التواد، وقد اجتمعنا أَيضا فى نوح. وجمهور العرب فى إسماعيل وإِبراهيم، وأَهل التوحيد على اختلاف المذاهب فى دين الإِسلام، والنبى محمد صلى الله عليه وسلم، ومع كونهم من نفس واحدة اختلفت أَجسامكم فى الأَلوان والخصال والأَحوال وذلك لكمال قدرته تعالى { فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ } مصدران، أَى فلكم استقرار واستيداع، أَو اسما مكان أَى موضع استقرار وموضع استيداع، أَو اسما زمان أَى مدة استقرار ومدة استيداع، والاستقرار فى الأَصلاب والاستيداع فى الأَرحام، أَو الاستقرار فى الأَرحام والاستيداع فى القبور، أَو الاستقرار فى الأَرض والاستيداع فى القبور أَو الاستقرار فى الأَصلاب وفى الأرحام وفى الأَرض وفى بعض ذلك والاستيداع فى القبور، وناسب الاستقرار الصلب والاستيداع الرحم لأن النطفة فى الرحم بفعل الأَب فكأَنه استودعها ولا استيداع له فى الصلب، والله يستودع كل ما يشاء لما شاءَ، قلت: أَخرج الله ذرية آدم منه وردها فيه، ولا بأس من تسمية هذا الرد استيداعا، فالصلب مستودع. ويناسب الاستقرار فى الأَرحام قوله تعالى: " { ونقر فى الأَرحام } " [الحج: 5] ويناسب الاستقرار فى الأَرض قوله تعالى " { ولكم فى الأَرض مستقر } " [البقرة: 36] والإِنسان وديعة فى القبر يخرج منه تارة أُخرى، وصلب الأَب مستقر للنطفة وقدم على الاستيداع لتقدمها فى الصلب على وقوعها فى الرحم إِما على أَن الولد من نطفة الأَب فقط وهو ضعيف فواضح، وإِما على أَنه منها ومن نطفة الأم ففيه أَن نطفة الأم فى الترائب متقدمة على الرحم فيجاب بأَن نطفته أَعظم وعمدة، وأبى بن كعب فسر الآية بالاستقرار بالأَصلاب وبالاستيداع فى الأَرحام، وأَكثر الروايات عن ابن عباس كما أَجاب به حبر تيماء إِذ سأَله أَن المستقر الرحم والمستودع الصلب لقوله تعالى " { ونقر فى الأَرحام } " [الحج: 5] وعن الحسن: أَنت وديعة فى أَهلك ويوشك أَن تلحق بصاحبك، وقال لبيد:

وما المال والأَهلون إِلا ودائع ولا بد يوما أَن ترد الودائع

ويقوى قول ابن عباس أَن المستقر أَقرب إِلى الثبات من المستودع، فعنه أَن النطفة الواحدة لا تبقى فى صلب الأَب زمانا طويلا، والجنين يبقى فى الرحم زمانا طويلا، وقال سعيد بن جبير: قال لى ابن عباس رضى الله عنهما: هل تزوجت؟ قلت: لا. قال: أَما أَنه ما كان مستودع فى ظهرك فسيخرجه الله { قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ } ذكر العلم فى النجوم والفقه فى تخليق بنى آدم لأَن أَمر النجوم ظاهر مشاهد فى الاهتداءِ، وتخليق بنى آدم من نفس واحدة وتصريف أَحوالهم وأَطوارهم غامض. ومادة فقه لما يحتاج إِلى تدقيق نظر وللشق والفتح، والفقيه من يشق الأَحكام ويفتش عن حقائقها ويفتح ما استغلق من ذلك، إِن علم الشريعة سمى فقها لاحتياجه إِلى تدقيق النظر للاستنباط، وأَنفس بنى آدم أَدق صنعا فذلك الاستدلال بها على الصانع أَدق، وقيل: العلم والفقه بمعنى، وذكر الفقه لئلا تتكرر الفاصلة وللتفنن، وقيل: الفقه دون العلم، كحال من لا يتأَهل للعلم كالحيوانات، وقد يكون لشئ أَهلية للعلم ولم يعلم فتقول لا يعلم، ومن لا يستدل من نفسه شبه حمار، والله المستعان، امتن الله علينا بإِيجادنا فى الآية السابقة وبما نحتاج إِليه فى معاشنا بقوله:
{ وَهُوَ الَّذِى أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ مَاءٍ } إِلخ، أَى من السحاب أَو من جهة السماءِ، قال أَبو على الجبائى من المعتزلة فى كل آية فيها إِنزال الماء من السماء أَنها على ظاهرها إِذ لا دليل يخرجها عن الظاهر، فالله خلق الماءَ فى السماء وأَنزله إِلى السحاب، قلت: هو محتمل صحيح والله قادر أَى يوصله إِلى السحاب فى لحظة من مسيرة خمسمائة عام فى الهواءِ بعد خمسمائة فى الغلط، وهو منزل بتدريج متوال على مقادير من الزمان متواصلة، وشاهد القبائل ونحوهم وهم على جبل عال سحابا ومطرا أَسفل منهم، يقال: ذلك من بخارات تجتمع تحت الأَرض وتخرج وتنعقد ماء كما نشاهد القطر من سقف الحمام، ولا يلزم من صعودها دائما الإِمطار دائما وأَن لا مطر فى الصيف وأَلا يحصل البرد وقت الحر، ولا أَن تصعد البخار يدعو إِلى تفرقة فكيف ينعقد؟ لأَن الله تعالى أن يفعل ما يشاءُ، وأَن يحدث مانعا، والآية أَيضا نعم بالغة وإِحسانات كاملة، وفى الآية تغليب الماضى على الآتى، لأَن ما مضى أَكثر وفيه استدلال على المستقبل. { فَأَخْرَجْنَا بِهِ } مقتضى الظاهر فأَخرج به، لكن لفظ التكلم إِظهار لكمال العناية بشأن ما أَنزل الماءَ لأَجله، وإِظهار أَيضا لعظم آثار قدرته لعظمه موجده، وزاد تفخيما بضمير العظمة إِذ لم يقل فأَخرجت بالتاء المضمومة، أَو أَنزل المنتظر منزلة الواقع، لكن يفوت الكلام على ما مضى أَو يشمله فيكون من استعمال الكلمة فى الحقيقة والمجاز، وفى الالتفات مطلقا تطرية، وهنا زيادة أَن العارف يتقوى بما مضى من طرق الغيبة حتى يتأَهل لأن يكون الكلام معه بطريق التكلم وهو أَقوى، والتعقيب بالفاء للمبالغة، أَو هو فى كل شئ بحسبه، وفى بعض المواضع والأَزمنة يتصل إِخراج النبات بالإِنزال، أَو هى هنا لمجرد السببية، أَو بمعنى الواو، أَو يقدر مضت مدة فأَخرجنا به { نَبَاتَ كُلِّ شَئٍ } يتصف بأَنه ينبت، فما لا يكون له نبات لا يدخل فى قوله كل شئ، والنبات مالا ساق له، وقيل مالا ساق له وما له ساق على اختلاف ذلك لونا وطعما ومنفعة مع اتحاد الماءِ فذلك من أَدل دليل على كمال القدرة، قال الله عزو جل
" { يسقى بماءِ واحد ونفضل بعضها على بعض فى الأكل } " [الرعد: 4] وذلك إِجمال فصله بقوله { فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً } من الماءِ أَو من النبات وهو أَولى لأَن إِخراج الخضر من النبات بلا توسط، وإِخراج الخضر من الماءِ بتوسط النبات، إِلا أَن يقال هو أَول خروجه بالماءِ من الأَرض غير أَخضر، ويبعد جعل من للسببية، والخضرة قيل لون بين البياض والسواد وهو إِلى السواد أَقرب، ولذلك يقال للأَخضر أَسود وبالعكس، ولا لون للماءِ، ويقال: لونه البياض فى الظاهر فيقال: أَخرج الله عز وجل من الماءِ الأَبيض ثمارا مختلفات اللون والطعم، والهاءِ للماءِ، فهو يخرج بالماءِ من الأَرض أَخضر وخضرا بمعنى أَخضر كعَوِر وأَعور، أَى شيئا خضرا، أَو نباتا خضرا، وقيل: المراد هنا مالا ساق له، وفى العرف النبات مالا ساق له والنجم ماله ساق، وخص عند العامة فى بعض البلاد بما يأكل الحيوان فإِن البر والشعير مما له حب ولهما ساق وهما ونحوهما داخلة فى قوله عز وجل { نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِباً } كسنابل البر والشعير والذرة والسلت والدخن، والجملة نعت خضرا لنيابة خضرا عن نباتا أَو شيئا، ولك طريق آخر وهو أَنه نعت ثان للمحذوف أَو مستأَنفة فى جواب سؤال لبيان ما يعتبر به، والأَول أَولى، وهذا المضارع للتجدد والاستمرار أَو لحكاية ما مضى من الأَشياءِ استحضاراً لها كأَنها مشاهدة، وإِلى التركيب والخضرة إِشارة القائل بقوله يصف المطر:

يصب على الآفاق بعض خيوطه فينسج منه للثرى حلة خضرا

{ وَمِنَ النَّخْلِ } خبر { مِنْ طَلْعِهَا } بذل بعض لا بدل اشتمال كما قيل { قِنْوَانٌ } مبتدأ أَو من النخل معطوف على منه والمعطوف على حبا محذوف، أَى وأَخرجنا من النخل نخلا، ومن طلعها خبر لقنوان، والجملة نعت لنخلا المقدر، وذلك معطوف على معمولى عامل، ولا إِشكال فى إِخراج نخلة من نخلة لأَنها من نواها أَو مقطوعة منها { دَانِيَةٌ } الطلع أَول ما يخرج وهو مشتمل علىثمارها، ويقال له الكفرى لأَنه يكفر ثمارها، أَى يسترها، والقنوان جمع قنو وهو ثمار النخلة وشماريخها التى جمعها طرف العرجون، ويقال لمجموع الثمار والشماريخ كباسة وعذق بكسر العين وإِعجام الذال مثل عنقود العنب، ودانية قريبة لمن يتناولها، أَى سهلة التناول ولو كانت بطلوع، أَو قريبا بعضها من بعض، أَو خص سهلة التناول أَو قرب قنو من قنو لزيادة النعمة أَو لدلالة الشيءِ على ضده، أَى وقنوان دانية التناول وبعيدة عنه، أَو متدان بعضها من بعض لكثرتها، وغير متدان لقلتها مثلا، وذكر الطلع قيل لأَنه طعام وإِدام بخلاف سائر الأَكمام، وقدم النبات قيل لتقدم القوت على الفاكهة ومثنى قنو قنوان بكسر النون بلا تنوين، وحذف للإِضافة وحدها ومع الأَلف للنسب، وقنوان إِذا كان جمعا ينون ويثلث نونه بالإِعراب ولا تحذف للإِضافة وتحذف مع الأَلف للنسب لأَنه ينسب إِلى المفرد إِلا إِن كان جمع التكسير شبيها بالمفرد كالأُصول من قولك أُصول الفقه لأَنه بمعنى فن مخصوص، وكذلك فى صنوان وصنوان، ورئد ورئدان، وشغد وشغدان، وحش وحشان بمعنى البستان كذا قيل، وإِذا وقف على النون فى ذلك لم يعلم الجمع أَو التثنية إِلا بقرينة { وَجَنَّاتٌ } عطف على نبات عطف خاص على عام، أَو على نخلا المنصوب المقدر فى قوله ومن النخل من طلعها، أَو على خضرا لقربه والأَول أَولى فيكون اعترض بالنخل للمنة إِذ هو فاكهة وطعام، وضعف العطف على خضرا لا الشجر وهو المراد من النبات ليس بمخرج من النبات كإِخراج الخضر منه، نعم يصح إِذا جعلنا النبات عاما لما لا ساق له وما له ساق { مِنْ أَعْنَابٍ } ثمار شجر العنب سمى شجر العنب أَعنابا لأَنها أَصل لثمارها أَو يقدر مضاف أَى من شجر أَعناب، وكذا فى قوله { وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ } عطفا على نبات عطف خاص على عام لمزيتهما، ولمزيتهما ناسب أَن يقدر واذكر الزيتون والرمان، وقد قيل إِن النصب على الاختصاص، ولا مانع أَن يقدر هنا شجر لأَن الزيتون والرمان مخرجان من النبات أَى وأَخرجنا من النبات ثمارا تسمى زيتونا ورمانا { مُشْتَبِهاً } ورقها فى اللون وفى الشكل { وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ } ثمرها لونا وشكلا وطعما والنصب على الحال من الزيتون والرمان، ولم يقل مشتبهين وغير متشابهين بالتثنية لأَن الفاعل مستتر عائد فى الأَول للورق وفى الثاني للثمر لدلالة المشاهدة للشجرتين وهذا مما يقوى تقدير الشجر، أَى وشجر الزيتون وشجر الرمان، بخلاف ما لو أُريد الثمار وحدها فإِنه لا ورق فيها تشتبه ويجوز عود مشتبها وغير متشابه إِلى جميع ما ذكر بتأويل ما ذكر أَو بمراعاة قولك مشتبها ورقه وغير متشابه، أَما إِن رددناها للرمان فقط لقربه وقدرنا مثله للزيتون أَو بالعكس فلا إِشكال فى الإِفراد، ثم إِنك إِما أَن ترد متشابها إِلى مشتبه من الافتعال بمعنى التفاعل كاجتوروا بمعنى تجاوروا، ومعنى ذلك فى الرمان تشابه الورق واختلاف الطعم بالحموضة والحلاوة وكونه مزا، وحمرة الحب وبياضه وكذا القشر والزيتون متشابه الورق مختلف الثمار بالصغر والكبر أَنواعا بعضها كبعر الشاة أَو أَكبر، وبعضها كبعر البعير أَو أَصغر، ومما يناسب إِرادة الشجر فى الزيتون والرمان قوله تعالى { انْظُرُوا } يا من يصلحون لنظر الاعتبار { إِلَى ثَمَرِهِ } ثمر شجر الرمان أَو ثمر ما ذكر من شجر الزيتون والرمان أَو ثمر ما ذكر كله أَو إِلى ثمر الله { إِذَا أَثْمَرَ } أَبدى الثمر أَول ما يخرج ضعيفاً لا نفع فيه، وإِسناد الإِثمار إِلى الشجر مجازا لعلاقة السبب العادى أَو المحل، والمعنى إِذا صار ذا ثمر، وإِذا فسر الزيتون والرمان فيما مر بالثمار فالهاء عائدة إِليهما بمعنى الشجر على طريق الاستخدام، وإِن فسرا فيما مر بالشجر فلا استخدام، وكأَنه قيل انظروا إِلى ثمر ذلك الشجر { وَيَنْعِهِ } وإِلى ينعه، أَى نضجه، كيف يتلون وينفع ويقوى ويجمع منافع، والمراد إِلى حال ثمره وحال ينعه، أَو ينعه جمع يانع أَى نضج، والحاصل أَن الثمار تتبدل وتنتقل إِلى أَحوال مضادة لأَحوال سابقة والماء واحد والأَرض واحدة ولا بد لها من سبب فى التغيرات وليس تأثيرا للطبائع والفصول والنجوم والأَفلاك لأَن نسبتها إِلى جميع النبات واحدة، وكثيراً أَيضاً ما يكون ذلك التغاير فى فصل واحد والنسب المتشابهة لا تكون أَسبابا لحوادث مختلفة فبان أَن ذلك بقدرة الله وحده، وما كان بالطبع فيما يظهر لك فإِن الله سبحانه هو الخالق للطبع ومسبب الأَسباب ومؤثرها، وهو الفاعل المختار لبعض الجائزات عن باقيها { إِنَّ فِى ذَلِكُمْ } فى ذلكم المذكور من فلق الحب والنوى والإِصباح وجعل الشمس والقمر حسبانا وإِخراج الحى من الميت والميت من الحى وإِخراج النبات والتشابه وغيره والإِثمار والينع { لآيَاتٍ } دلالات على وجود قدرته على البعث عظيمة أَو كثيرة أَو عظيمة كثيرة استعمالا للتنوين فى معنيين، أَو للتنكير { لِقَوْمٍ يُؤمِنُونَ } وغيرهم وخصهم بالذكر لأَنهم المنتفعون، أَى لقوم كتب الله لأَن يؤمنوا أَو يزدادوا إِيمانا.