التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَوَلَّوْاْ قوْماً غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُواْ مِنَ ٱلآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ ٱلْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْقُبُورِ
١٣
-الممتحنة

تيسير التفسير

{ يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَوّلُّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ } هم يهود المدينة لأن قوماً من فقراء المؤمنين يواصلونهم ويخبرونهم بأخبار المسلمين ليصيبوا من ثمارهم ولأن اليهود هم المذكورون بلفظ الغضب فى مواضع من القرآن، ومع ذلك يعتبر عموم اليهود وعموم المؤمنين لا خصوص السبب، وقيل عموم اليهود والنصارى وقيل كفار قريش وقيل الكفرة مطلقاً. { قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ } نعت قوماً وقيل مستأنف واليهود يئسوا من الأخرة أى من خيرها لعنادهم مع علمهم برسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد آمنوا بالآخرة، وهذا مما يقوى تفسير القوم المذكورين فى الآية باليهود الذين فى المدينة وكذا بعض النصارى وعلى تعميم أهل الكتاب أو المشركين، يكون إِياس بعض إِنكاراً للآخرة وإِياس بعض من نعمها وعلى إِرادة مشركى مكة، فالإِياس إِنكار الآخرة { كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ } المنكرون للبعث { مِنْ أصْحَابِ الْقُبُورِ } أى من بعث أصحاب القبور أو كما يئس الكفار الموتى أصحاب القبور من الرجوع إِلى الدنيا ومن للابتداء أو كما يئس الكفار الذين هم أصحاب القبور من خير الآخرة، ومن أن ينالهم خير من هؤلاء الأحياء ومن للبيان والله أعلم. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.