التفاسير

< >
عرض

خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ
٣
-التغابن

تيسير التفسير

{ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ } بالحكمة البالغة التى لا ينفى أنها أمر ثابت صواب غير باطل متضمنه لمصالح الدنيا والآخرة { وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } الفاء لترتيب الأَخبار لا الزمان أو لترتيب الزمان لأَن مبدأ الخلق غير حسن لبادى الرأى مثل الأَطوار قبل تمام الصورة، ويعقب الأَطوار الحسن أو يقدر أراد تصويركم فأَحسنه من أول والخلق كله حسن لأَنه صنعه لا طاقة لأَحد عليها ولا سيما خلق الإِنسان لامتداد صورته ولعقله وفكره وسائر قواه وفيه ما فى الملائكة وغيرهم وزيادة وما يظهر من قبح صورة إِنسان أو غيره من المخلوقات إِنما هو بالنسبة إِلى ما هو أحسن، فقد يكون الشئ عندك حسناً وإِذا رأيت ما هو أحسن منه نقص عندك حتى قد تستقبحه وهو غير خارج عن دائرة الحسن، ويقال شيئان لا غاية لهما: الجمال والبيان، والصورة الشكل المدرك بالعين { وَإِلَيْهِ } لا إِلى غيره { الْمَصِيرُ } الصيرورة للجزاء على الإِيمان والكفر بالإِحياء بعد الموت.