التفاسير

< >
عرض

ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ وَمِنَ ٱلأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ ٱلأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِّتَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً
١٢
-الطلاق

تيسير التفسير

{ اللهُ الَّذِي } مبتدأ وخبر أو بدل من لفظ الجلالة والذى نعت أو الله نعت، ولو كان جامدًا لنعته بما هو كالمشتق كما يجئ الحال جامدًا لنعته بالمشتق نحو قرآناً عربياً.
{ خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ } مثل معطوف على سبع ولا بأْس بالفصل بين العاطف والمعطوف بالجار والمجرور هنا لأَن الجار والمجرور هنا حال من المعطوف، وكأَنه جزء منه وليس مما يختص بالشعر، وما هنا إِلا كقولك أكرمت الزيود ومن النساء هندا، فلا حاجة إِلى جعل مثلهن منصوبًا بالخلق محذوفًا هكذا وخلق من الأَرض مثلهن، والمراد مثلهن فى أنهن سبع بين كل واحدة والأُخرى خمسمائة عام وغلظ كل واحدة خمسمائة عام، وفى كل واحدة من الست سكان هم ملائكة أو جن أو كلاهما أو من شاء الله.
وعن ابن عباس ملائكة أو جن وقيل لا يعلم من فيهن إِلا الله وجاء ذلك العدد ومقدار ما بين الأَرضين منهن فى حديث أحمد والترمذى إِلا الغلظ وذلك هو الصحيح وعليه الجمهور، لا ما قيل أن فى كل واحدة من الست مثل ما فى هذه من آدم ونوح وجميع الأَنبياء، وجميع ما فى هذه فيكون اختصاصه - صلى الله عليه وسلم - بختم النبوة باعتبار هذه الأَرض وذلك تخليط، وقيل سبع أرضين متماسة يحملهن ثور على صخرة إِلى آخر التخاليط، ومنها أنها سبع منبسطات تفرق بينهن البحور لا واحدة فوق واحدة، وعبارة بعض أن الأَرض واحدة إِلا أن الأَقاليم سبعة، وليس القائل بالسبع المنبسطة مريداً للأَقاليم، وصح فى الحديث اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأَرضين السبع وما أقللن، ومعنى خلق سبع أرضين من الأَرض أنها أرض واحدة فتقها سبعاً.
{ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ } بين كل سماء وسماء وبين السماء والأَرض وبين كل أرضين، والأَمر قضاؤه وقدره ونفاذ ملكه وتصرفه وفى كل أرض خلق وما يجرى عليهم من أمر الله تعالى وفى الأَرض من حياة وموت وفقر وغنى ووحى.
ويروى أنه التقى ملائكة فى وسط هذه الأَرض وكل قال جئت من ربى واحد من الشرق والآخر من الغرب والآخر من تحت العرش والآخر من الأَرض السابعة لا إِله إِلا الله سبحانه وتعالى.
{ لِتَعْلَمُوا أنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرُ } تعليل ليتنزل أو لخلق أو بأَخبرتكم أو بفعلت ذلك فتعظموه وتؤمنوا بالبعث.
{ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أحَاطَ بِكُلِّ شَىْءٍ عِلْمًا } لاستحالة أن يفعل ذلك من لم يحط علمه بكل شئ.