التفاسير

< >
عرض

أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُمْ مِّن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنِ ٱلْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ
٢٠
-الملك

تيسير التفسير

{ أمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُمُ مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ } أم منقطعة للإِضراب الانتقالى عن الإِضراب الاتصالى قبله دون الاستفهام التوبيخى لوجود الاستفهام بعدها بمن، وقول البصريين أن أم المنقطعة أبداً بمعنى بل، والاستفهام الإِنكارى أو الحقيقى ينبغى تقييده بما لم يوجد استفهام بعدها، أما إِذا وجد كما هنا وكما فى قوله تعالى: " { أمَّا ذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } "[النمل: 84] أم هل تستوى فلمجرد الإِضراب، وصرح بعض بأَنها مع وجود الاستفهام بعدها تكون للإِضراب والاستفهام تأْكيد عند البصريين فى ظاهر إِطلاقهم، وذكر بعض أنها تأْتى للإِضراب وتأتى للاستفهام وتأْتى لهما ومن خبر مقدم وهذا مبتدأ لأَنه معرفة وعكسه سيبويه وهكذا فى الاستفهام وأفعل التفضيل عنده، وقيل من موصولة فى الموضعين فاعل لأمنكم محذوفاً والإِشارة بهذا إِلى مفروض أو إِلى جنس الأَوثان لاعتقادهم أنها تحفظهم من النوائب وترزقهم، فكأَنها جند ناصر رازق فأَنكر الله عليهم هذا الاعتقاد أى أمنكم الذى هو جند لكم ينصركم الخ، فحذف المبتدأ من اول الصلة، والجملة متعلقة بقوله تعالى: " { أمن هذا الذي يرزقكم } " [الملك: 21] وقيل متعلقة بقوله تعالى: " { أوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ } " [الملك: 19] الخ، والمراد ينصركم من الله عز وجل أو من عذابه لقوله تعالى: " { أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِن دُونِنَا } " [الأنبياء: 43] وينصركم نعت جند وإِفراد الضمير المستتر باعتبار لفظ جند وذلك على طريق الالتفات من الغيبة إِلى الخطاب ومن دون متعلق بينصر كقوله تعالى: " { مَن يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ } "[هود: 30] أو بمحذوف نعت لجند بعد نعته بلكم. { إِنِ الْكَافِرُونَ } العابدون للأَصنام. { إِلاَّ في غُرُورٍ } أمر غير نافع بل ضار غرهم به الشيطان من زعمهم أن أصنامهم تشفع لهم من بأْس الله فى الدنيا إِن جاء، وفى الآخرة إِن صح البعث، وأنها تحفظهم، والغيبة بالاسم الظاهر بعد الخطاب إِيذان بأَنهم أهل للإِعراض عنهم لشدة قبحهم وتصريح بعلة غرورهم وذمهم بها وهى الكفر.