التفاسير

< >
عرض

تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ
٨
-الملك

تيسير التفسير

{ تَكَادُ تَمَيَّزُ } تتميز حذفت إِحدى التاءين كما قرأ بهما طلحة أَى تتفرق وينفصل بعض من بعض { مِنَ الْغَيْظِ } لأَجل الغيظ أو بسبب الغيظ وهو الغضب الشديد، يخلق الله عزو جل لها عقلا وغضبا وبغضاً لأَهل الكفر لكفرهم كما مر آنفاً فلا مجاز أو شبه اشتعال النار بهم بالضر الواقع باغتياظ المغتاظ على المغتاظ عليه على الاستعارة التصريحية، أو شبه النار بإِنسان شديد الغيظ ورمز لذلك بذكر لازم الإِنسان وهو الغيظ، فإِثبات الغيظ لها تخييلية أو الغيظ نفسه تخييلية أو الغيظ تصريحية لازمها الشبيه بلازمه وهو نفس شدتها أو يبقى الغيظ على معناه الحقيقى تابعاً للاستعارة، ويجوز أن يكون الإِسناد إِليها مجازاً عقلياً وحقيقته للملائكة أو مجازاً بالحذف أَى تكاد ملائكتها، والتميز فى ذلك كله غير واقع لأَنه قال تكاد والواقع الغيظ، وجملة تكاد خبر ثان لهو أو حال من ضمير تفور { كُلَّما أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ } جماعة من الكفار ولا يخفى أن أهل الفترة لا يقال لهم ألم يأتكم نذير ولا يقولون بلى جاءنا.. الخ، بل يقال لهم ألم أجعل لكم الدلائل التكوينية فيقولون بلى جعلت، وكذا صاحب الجزيرة فهم مكلفون بالتوحيد لا بسائر الأَحكام الشرعية إِذ لم يجدوا من يأخذونها عنه، ويدل لهذا قوله -صلى الله عليه وسلم- لعدى "لو قال أبوك حاتم مرة لا إِله إلا الله لاستغفرت له" فاكتفى بكلمة الشهادة له إِذ كان من أهل الفترة، وكل ظرف زمان وما مصدرية أى كلُّ إِلقاء فإِلقاء مصدر استعمل اسماً للزمان كجئت طلوع الشمس كأَنه قيل كل وقت إِلقاء فوج فيها وهو متعلق بقوله سأَل من قوله تعالى: { سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا } خزنتها مالك وأعوانه سؤال توبيخ يحصل لهم تعذيب لأَرواحهم مع العذاب الجسمى الحاصل لها بواسطة أبدانهم والسائل مالك من باب الحكم على المجموع أو كل واحد يساءَلهم { ألَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ } نبى يخبركم عن هذه الدار يتلو عليكم آياته أو مع غيرها من المعجزات وينذركم لقاء يومكم هذا والجملة مفعول به لسأَل لتضمنه معنى القول وهو متعلق بالاستفهام.