التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ بَلَىٰ قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ
٩
-الملك

تيسير التفسير

{ قَالُوا } أَى فرد منهم أو كل فرد على حد ما مر { بَلَى } قال كل فوج بلى أَى ليس لم يجئنا بل جاءنا وهذا معنى بلى نفسه بلا تقدير جملة بعده فقوله تعالى: { قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ } تأكيد لمعنى بلى وزيادة تحسر منهم وأَخطأَ من يقدر الجملة بعد بلى ونعم ونحوهما من معناهم لأَن ما يقدرونه هو نفس معناهن، وإِنما يجوز تقديره تفسيراً لا اعتقاد أن هناك محذوفاً إِذ لا محذوف { فَكذَّبْنَا } نذرنا كل فوج كذب نذيره { وَقُلْنا } فى شأن ما أنزل الله عز وجل { ما نَزَّلَ اللهُ } عليكم لأَنكم بشر مثلنا { مِن شَيءٍ } ما من الأَشياء كما أكدوا العموم بمن الصلة فى المفعول به، أَى شيئاً من كتاب أو وحى أو فى المفعول المطلق، أى ما نزل الله تنزيلاً ما والأَول أولى أو ما نزل الله على أحد من شئ لا عليكم ولا على غيركم { إِنْ أنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ } بعيد عن الحق خاطب كل فوج نذيره فى الدنيا اعترفوا بذلك حين لا ينفعهم الاعتراف، والمراد أن كل فوج يقول لنذيره إِن أنتم إِلا فى ضلال أى أنت وأمثالك أو أقام الله تكذيب الواحد مقام تكذيب الكل فعبر عنهم به لاتفاقهم فى أُصول التوحيد وفى أن كلا جاءت جاء به من الله لا غير، ويجوز أن يكون الخطاب لجميع النذر على أن النذير بمعنى الجمع لأَنه فعيل بمعنى فاعل يسوغ إِطلاقه على الجماعة أو مصدر على تقدير مضاف أى أهل نذير.