التفاسير

< >
عرض

إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ
١٧
-القلم

تيسير التفسير

{ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ } أهل مكة بقحط سبع. { كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ } وهم موحدون عند الجمهور، وعن الحسن أنهم مشركون، وكما تتعلق حروف الجر غير الزائدة أو ما يشبه الزائد تتعلق الكاف على الصحيح فتتعلق بالفعل قبلها هنا ولو قلت: فعلت كفعل زيد لعلقت الكاف بالفعل قبلها، وما مصدرية أى بلوناهم كبلائنا أصحاب الجنة فلا حاجة إِلى جعلها اسماً مفعولا، أى بلوناهم مثل بلائنا أصحاب الجنة، ولا إِلى جعل ما اسماً أى كالبلاء الذى بلوناه أصحاب الجنة، بلاء كبلاء بلوناه أصحاب الجنة، والجنة فى أرض اليمن قريباً من صنعاء بنحو ستة أميال تسمى تلك الأَرض صوران وكانت لرجل مؤمن من الحبشة يخرج منها حق الله عز وجل ويطعم منها المساكين ومات فقال بنوه إِن ما يفعله أبونا لأَحمق، يطعم المساكين، وأقسموا لا يعطون منهامسكيناً. وبه قال ابن عباس، وقيل كانت لشيخ من بنى إِسرائيل يمسك قوت سنة ويتصدق بالباقى ويقول بنوه: لا تصدق، ولما مات أقسموا لا يعطون منهامسكيناً، وقيل كانت لرجل صالح على فرسخين من صنعاء فى اليمن يترك للمساكين ما أخطأَه النجل وما فى أسفل الأَكداس وما أخطأَه القطاف من العنب وما بقى على البساط تحت النخلة إِذا صرمت وما ينتثر إِذا داسوا فكان يجتمع لهم كثير من ذلك فالحديقة كبيرة جداً تثمر كثيراً أو المساكين الطالبون لذلك قليل. وقال بنوه بعده نصيبنا من المال قليل والله ما نعطى مسكيناً نحن كثيرون ذوو عيال فبكروا إِلى الحديقة خفية. { إِذْ } متعلق ببلى الثانى. { أَقْسَمُوا لَيصْرِمُنَّهَا } يقطعن ثمارها. { مُصْبِحِينَ } وقت الدخول فى الصباح وهذا ذكر لحاصل كلامهم ولو روعى الحال لقيل لنصرمنها بالنون، تقول حلف الزيدون أنهم لا يقومون أو حلف الزيدون إِنا لا نقوم فإِن لفظهم والله لا نقوم بالنون وتقول حلف زيد لا يقوم أو حلف لا تقوم بالخطاب، والخطاب لفظه حال الحلف، ولو حلف على الغيبة لقيل حلف لا يقوم عمرو.