التفاسير

< >
عرض

إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ
٢٠
-الحاقة

تيسير التفسير

موقن أنى ملاق حسابيه، فإِن المؤمن لا يشك فى الحساب ولا يرجحه بل يجزم به فى حياته، ويجوز إِبقاء الظن على ظاهره بمعنى أنه كان فى الدنيا أو عند موته يظن أنه ملاق حسابه الذى وجده فى الآخرة وهو الحساب السهل فالظن فى السهولة لا فى مطلق الحساب وفيه أنه ليس كل مؤمن يرجح أنه يحاسب يسيراً بل ذلك لا يجوز لوجوب استواء الرجاء والخوف نعم يجوز ترجيح الرجاء عند الاحتضار فلعل ظن يسر الحساب يكون عند الاحتضار كما قال حذيفة رضى الله عنه عند احتضاره، الآن الرجاء فيك أمثل ويناسبه أن الشياطين عند الاحتضار على أشد ما يكونون من الإِضلال خوف فوت المؤمن عنهم، وقد قال الله تعالى: "أنا عند ظن عبدي فليظن بي ما شاء" . فمن ظن بعمله خيراً لكونه قد احسنه جاز له ذلك. وهذا يناسب القول بأَنه لا بأَس ما لم يعر قلبه عن الخوف أو عن الرجاء والحساب ثلاثة الحساب الحقيق وهو الذى مناقشة وهو للشقى والحساب الذى هو سهل من أول الأَمر والذى فيه بعض تضييق أو كثيره ثم يعفى عنه، ويجوز أن يكون المعنى أنى ظنت أن حسابى يكون عسيراً لسوء أعمالى، ولم يكن كذلك وذلك مناسب لفرحه فى قوله هاؤم ولايقبل قول من قال إِن الظن على ظاهره من حيث أن المرء لا يخلو من الوساوس لأَنا نقول لا يشك المسلم وما قد يقع ويجتهد فى نفيه شئ قليل نادر منقطع لا يستحضره المؤمن يوم القيامة.