التفاسير

< >
عرض

وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ ٱلرِّجْزُ قَالُواْ يٰمُوسَىٰ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا ٱلرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ
١٣٤
-الأعراف

تيسير التفسير

{ وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ } المذكور وهو الخمسة، أَى لما تمت الخمسة المذكورة، أَو لما وقع عليهم الرجز الأَخير فإِنهم ولو كانوا قد تضرعوا عند كل واحد كما مر، لكن لم يقولوا "ادع لنا ربك بما عهد عندك" إِلا فى الأَخير، ولو قالوه فى كل واحد لقال: وكلما وقع عليهم الرجز. وقيل: لما وقع عليهم الرجس فى كل واحدة. وقيل: الخمسة الماضية غير الطاعون، والرجس هنا الطاعون، عذاب سادس، وقيل: ثلج أَحمر لم ير مثله، مات به فى يوم واحد سبعون أَلفاً، والمعروف أَنه الموت، قال صلى الله عليه وسلم: "الطاعون رجس أرسل على طائفة من بنى إِسرائيل أَو قال: على من كان قبلكم، فإِذا سمعتم به فى أَرض فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأَرض وأَنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه" . ويروى عن ابن عباس أَن موسى عليه السلام أَمر أَن يذبح كل واحد كبشاً فيخضب كفيه بدمه، فيضرب بها على باب داره، فسأَلهم القبط عن ذلك فقالوا: ينزل عليكم العذاب فننجو. فقالوا: ما يعرفكم بهذا؟ فقالوا: أَمرنا نبينا بذلك، ففيه قالوا ما ذكر الله عنهم بقوله { قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّك } فى إِزالته { بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ } من قبول دعائك أَو من كشف العذاب إِن آمنا، أَو من النبوءَة، إِذا عهد إِليه بها عند نزولها وقبلها وتكفل بأَعبائها مع أَن لها حقوقاً تحبط، فصح أَنها عهد عنده كما يكتب منشور لمن أُريد توليته، فيكون عنده، والباء متعلق بادع على التوسل أَو السببية، ويجوز تعليق الباء بحال محذوف، أَى متوسلا بما، أَو فعل قسم أَن نحلف بما عهد عندك، وجوابه قوله تعالى { لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ } المذكور { لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِى إِسْرَائِيلَ } أَو يقدر أَسعفنا إِلى ما نطلب بما عهد عندك، وإِذا لم نجعل الباءَ للقسم فهذا جواب قسم محذوف، أَى والله إِن كانوا معترفين بالله، أَو نحلف بفرعون، أَو بآلهتنا، أَو قالوا: ادع. إِلخ، مقسمين لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن بك، ولنرسلن معك بنى إِسرائيل..