التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
١٦٧
-الأعراف

تيسير التفسير

{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ } عطف عامله على اسأَلهم، أَو واذكر إِذ تأَذن، والمعنى: أَعلم ربك أَسلاف اليهود على أَلسنة أَنبيائهم لئن غيروا، أَو لم يؤمنوا بأَنبيائهم، وقيل: بالنبى الأُمى { لَيَبْعَثَنَّ } ليسلطن جواب القسم المقدر المعلق لتأَذن، أَو جواب لتأَذن على أَنه بمعنى حقق أَو حتم أَو عزم، والمريد لفعل شئ يؤذن نفسه به، وأَفعال العزم تجاب كالقسم كعلم ربك وشهد وفسره ابن عباس فقال: هو تفعل بفتحات من الإِذن { عَلَيْهِمْ } على اليهود قبل النبى صلى الله عليه وسلم، وبعد بعثه، وعن ابن عباس: على اليهود الذين فى عصره صلى الله عليه وسلم المرادين فى قوله تعالى " { واسأَلهم عن القرية } "[الأَعراف: 163]، ويجوز عوده على اليهود قبله صلى الله عليه وسلم لعصيانهم فيكون ذلك زجرا لليهود على عهده وبعده، ولا يعود إِلى من عتوا وصادوا لأَنهم مسخوا وهلكوا، ولا ذرية لهم { إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ } متعلق بيبعثن ويضعف تعليقه بتأَذن { مَنْ يَسُومُهُمْ } يعاملهم { سُوءَ الْعَذَابِ } أَفظعه بالإِذلال وأَخذ الجزية، فبعث عليهم سليمان عليه السلام أَذل عصاتهم وبعده بختنصر فقتلهم وسباهم، وضرب عليهم الجزية، فكانوا يؤدونها إِلى المجوس إِلى أَن بعث نبينا صلى الله عليه وسلم. فضربها عليهم، وقتل منهم وسلط عليهم العرب، وقيل: لم يسلط عليهم سليمان بل بختنصر بعده، وبختنصر مفتوح مركب معرب على الراءِ، ويجوز إِعرابه بالإِضافة لأَن بخت عطية، ونصر صنم وجد مطروحا عنده إِذ ولد فأضيف إِليه، ولا تزول عنهم الجزية إِلى نزول عيسى فيقتلهم قتلا، ولا يقبل عنهم الجزية، وإِن صح أَنهم أَتباع الدجال إِذا خرج زال عنهم الذل ولا إِشكال لأَن خروجه كقيام الساعة، أَو إِذا خرج تركوا اليهودية ودانوا بإِلاهيته { إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ } على العاصى المصر، كناية عن أَنه لا يرد إِذا جاءَ، ولا يربص، وهو حليم قبل مجيئه، أَو سرعته مجيئه فى الدنيا { وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ } للتائبين { رَحِيمٌ } بهم.