التفاسير

< >
عرض

قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُوۤاْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ
٧٥
-الأعراف

تيسير التفسير

{ قَالَ المَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ } عن الإِيمان وعلى غيرهم { لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا } أَذلوهم أَو عدوهم ضعفاءَ، وكأَنه قيل فبماذا أَجابوا فقال: قال الملأ إِلخ، وعلى تقدير عدم السؤال يكتفى بالربط المعنوى فكأَنه عطف، والسين فى استكبروا واستضعفوا للمبالغة أَولى منها للزيادة { لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ } لمن بدل كل من قوله للذين والمستضعفون هم من آمن، والهاء للقوم وإِن فسرنا الذين استضعفوا بالكافرين المستضعفين والمؤمنين المستضعفين فهو بدل بعض والهاء للذين استضعفوا والأَول أَولى لأَن الأَنسب ذكر أنهم احتقروا المؤمنين { أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِن رَبِّهِ } إِلى قومه أَو إِلينا، والمعنى واحد لأَن المتكلمين هم من قومه وهذا استهزاء { قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ } مقتضى الظاهر أَن يقولوا: نعم أَو علمنا أَنه منه، وعدلوا عنه لزيادة التصريح بأَنهم أَهل إِيمان به راسخ، وللتنبيه على أَنه لا يشك فى إِرساله عاقل فنحن مؤمنون به ولسنا ممن تعاصى من ذوى الرأى عن الإِيمان به، فذلك من الأسلوب الحكيم بالنعت أَو أسلوب الحكيم بالإضافة، وهو الجواب بما الأوْلى أَن يكون السؤال عنه كقوله تعالى " { قل هى مواقيت للناس } "[البقرة: 189] كأَنه قيل لا ينبغى السؤال عن رسالته لظهورها وإِنما يسأَل عن الإيمان به، قيل آمن به مائة وعشرون وهلك قومه وهم أَلف وخمسمائة دار، وقيل آمن به أَربعة آلاف إِنسان وبنوا مدينة اسمها حاضر، وقيل ذهب إِلى حضرموت ولما وصلها مات فسميت حضرموت، وقيل مات بمكة ابن ثمانية وخمسين.