التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلْحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَوْاْ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا ٱلضَّرَّآءُ وَٱلسَّرَّآءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
٩٥
-الأعراف

تيسير التفسير

{ ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ } الفعلة السيئة أَو الحال السيئة من البأَساء والضراء { الحَسَنَةَ } الفعلة الحسنة والحال الحسنة كالخصب والصحة، ومكان ظرف والحسنة مفعول به على تضمين بدل معنى أَثبت، واختاروا أَنهما مفعولان والباء خوذة الحسنة ومكان السيئة المتروك { حَتَّى عَفَوْا } كثروا عدداً وعدة ومالا، وحتى حرف ابتداء داخلة على الماضى غير جارة وغير مقدر بعدها { وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ والسَّرَّاءُ } هذا من السرور وهو الفرح والمضر فإِن حالة تسر وحالة تضر هكذا عادة الزمان وليست الضراء عقوبة على عدم متابعة من يأمركم بترك دينكم فاثبتوا على دينكم، وأَما المؤمن فيثبت للضراء والسراء عقاباً من الله وثواباً وابتلاء، قال:

ثمانية عمت بأَسبابها الورى فكل امرئ لا بد يلقى الثمانية
سرور وحزن واجتماع وفرقة وعسر ويسر ثم سقم وعافية

{ فَأَخَذْنَاهُمْ } أَهلكناهم { بَغْتَةً } فجأَة، وذلك أَعظم حسرة، والعطف على قالوا، أَو على محذوف، أَى واستمروا على الكفر فأَخذناهم بغتة { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } بأَن الله يأْخذهم، وذلك أَعظم ما يكون إِذا جاءَهم العذاب وقت انتظار السراء أَو فيها.