التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ
٤٣
-المعارج

تيسير التفسير

{ يَوْمَ يخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ } بدل من يوم موتهم المذكور فإِن ذلك كله وقت واحد يبقون فى قبورهم بعضه ويخرجون من الأَجداث فى بعضه أو يقدر اذكر يوم يخرجون من الأَجداث، أو يعلق بترهق، أو يومهم الذى يوعدون هو يوم البعث، ويوم يخرجون بدل من يومهم فيقال كيف يبقون على الخوض واللعب بعد الموت إِلى أن يبعثوا؟ الجواب أن المراد البقاء على حكمهما إِلى يوم البعث مع انضمام وقوعها خارجاً إِلى حكمهما قبل الموت فانهم إِذا ماتوا لم ينتقلوا إِلى الإِيمان النافع، وقيل يومهم هو يوم بدر، وقيل يومهم يوم نفخة الموت على أن الكلام على الكفار مطلقاً لا على خصوص المعاصرين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأَن المعاصرين له لا يبقون احياء، إِلى ذلك الوقت، والأَجداث القبور، { سِرَاعاً } جمع سريع بمعنى مسرع، { كأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ } مصدر بمعنى مفعول أى إِلى صنم منصوب للعبادة من دون الله سبحانه أوبمعنى العلم الموضوع للدلالة على الطريق فإِن الكفرة يسارعون إِلى الصنم إِذا قصدوا عبادته والمسافرون يسارعون إِلى علامة الطريق، ولا تظهر هذه السرعة فالأَولى أولى نعم إِذا تخيلوا العلامة وقد ضلوا أسرعوا إِلى جهتها ليتحققوها، وقيل شبكة ينصبها الصائد فإذا وقع فيها صيد أسرع إِليها قبل أن ينفلت، وقيل ما ينصب علامه لنزول الملك وسيره يسرع إِليه الجند وقدم للفاصلة على قوله تعالى: { يُوفِضُونَ } أى يسرعون وقيل ينطلقون والجمهور على الأَول.