التفاسير

< >
عرض

مِّمَّا خَطِيۤئَاتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَاراً فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَنصَاراً
٢٥
-نوح

تيسير التفسير

{ مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ } من التعليل متعلقة بأَغرق بعدها وقدم للحصر وعلى طريق الاهتمام بذكر ما أوجب الإِغراق وللتشويق إِلى ذكر ما يترتب على الخطايا، وما صلة للتأْكيد أو نكرة تامة، وخطيئاتهم بدل منها. { أُغْرِقُوا } بالطوفان. { فَأُدْخِلُوا نَاراً } عظيمة، قيل أو نوعاً منها وذلك نار البرزخ التى يجرف بها قبل البعث يحرقون بها فى الماء وفى ذلك إِثبات عذاب القبر وفى ذلك خطاب الكفار بفروع الشرع لأَن الخطيئات تشمل غير الشرك والله قادر، قيل:

لا تعجبن لأَضداد إِذا اجتمعت فالله يجمع بين الماء والنار

ألا ترى أن النار تنزل من السحاب وأنها تستخرج من العود الأَخضر وإِن أريد نار الآخرة أى سيدخلون ناراً بعد الموت فالفاء لمجرد السببية لا اتصال فيها أو هى للاتصال وفصل البرزخ كلا فصل عند الله عز وجل، وأيضاً وجود السبب بمنزلة وجود المسبب. { فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم } لم يصادفوا لأَنفسهم ففيه عمل عامل فى ضميرين لمسمى واحد بلا تبعية لأَن أحد الضميرين مجرور بالحرف ومثل هذا فى القرآن كثير لا يختص بباب ظن ولك جعل يجدوا بمعنى يعلموا. { مِّن دُونِ اللهِ } حال من قوله عز وجل: { أنصَاراً } كل واحد لم يجد ناصراً عن العذاب، وفيه تعريض بأَن آلهتهم لم تقدر على نصرهم وتهكم بأَن لهم أنصاراً لا تقدر على نصرهم.