التفاسير

< >
عرض

يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لاَ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
٤
-نوح

تيسير التفسير

{ يَغْفِرُ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ } مجزوم فى جواب الأَمر ولا ضير لأَنها ليست جازمة بل الجازم محذوف أى إِن فعلتم يغفر لكم ذنوبكم كلها، والمشهور أن لا تزاد من فى الإِيجاب ولا مع المعرفة فهى للتبعيض فالمغفور الذنوب السابقة على الإِيمان أو ما يعد ذنباً يجوز البقاء عليه بعد الإيمان، وأما ما لا يجوز البقاء عليه بعد الإِيمان فلا يغفر بل لا بد من التنصل منه كتزوج من لا يجوز تزوجه قال بعض وكمالٍ غصب وبقى إِلى الإِيمان وكاستعباد حر، وقيل ذلك البعض ما بينهم وبين الله تعالى وقيل مغفرة الذنوب جميعا بالإِيمان مخصوص بهذه الأُمة { وَيُؤَخِّرْكُمْ } عن العذاب { إِلَى أجَلٍ مُّسَمًّى } أجل موتكم ولا يصيبكم بعد موتكم كقولك لا أكلمه ما دام حياً ومعلوم أنه لا يكلمه إِذا مات وإِن لم يعبدوه ويتقوه ويطيعوا نوحاً لم يجمع لهم بين المغفرة والتأخير إِلى الأَجل المسمى بل لهم التأخير إِليه مع العذاب فيه { إِنَّ أجَلَ اللهِ إِذَا جَاءَ لاَ يُؤَخَّرُ } فاحذروا أن يجىء وأنتم مصرون فتهلكوا { لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } لو كنتم من أهل العلم لسارعتم إِلى العبادة والتقوى او لعلمتم أن أجل الله لا يؤخر إِذا جاء أى إِذا قرب مجيئه لأَنه إِذا حضر لم يتصور تأَخيره ومر كلام فى مثل هذا وكان المؤمنون يخافون الإِهلاك فوعدهم الله تعالى أن يتم أجلهم المعلوم عنده وهم آمنون من أن يقتلهم عدوهم، ولا يصح ما مثل به من أن الكفار على رأس تسعمائة فإِن تابوا وآمنوا زادهم مائة وإِلا أهلكهم لأَنه ما لحى إِلا أجل واحد والله تعالى لا يجهل ولا تبدو له البدوات، وإن قيل ذلك على التأَنيس كالإِمداد بخمسة آلاف من الملائكة للنبى -صلى الله عليه وسلم- صح ذلك.