التفاسير

< >
عرض

وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ
٤
-المدثر

تيسير التفسير

عبارة عن التخلق بمكارم الأَخلاق والأُمور الدينية وتجنب مساوئ الأَخلاق والمكروهات وما خالف الدين لأَن من لا يرضى بتنجس ثيابه ودنسها أولى أن لا يرضى بتنجس بدنه ودنسه، ويقال فلان طاهر الثوب ونقى الذيل بمعنى برئ من العيوب والأَدناس، وفى عكس ذلك يقال فلان دنس الثوب إِذ كان فيه وصف خبيث كالزنى والغدر، وإِذا وفى وأصلح قيل طاهر الثوب وإِلى ذلك يرجع قول بعض طهر ثيابك عن أن تكون مغصوبة أو محرمة بوجه ما وقول قتادة طهر نفسك عن المعاصى وقول مجاهد أصلح عملك، وكذا ابن عباس وعنه تجنب الغدر وقول الحسن والقرطبى حسن خلقك وقول بعض الثياب عبارة عن النفس، وعن ابن جبير الثوب القلب، وقول بعض الجسم، وقول بعض طهر دثارات النبوءة عن أدناس الطبيعة كالحقد وقلة الصبر وذلك كله كناية لا مجاز واختير فى الكناية أنها حقيقة يؤخذ منها معنى مراد والثوب كالشئ اللازم للإِنسان وهو مشتمل عليه فحكموا به عن الإِنسان يقال للغادر إِنه لدنس الثوب ويقال الكرم فى ثوبه والعفة فى إِزاره وإِذا عف الرجل وصدق ووفى قالوا هو طاهر الثياب، وقيل الثياب النساء قال الله تعالى " { هنَّ لباس لكم } " [البقرة: 187] وتطهيرهن بالأَدب والأَمر الشرعى، وقيل المراد اختيار المؤمنات العفائف، ويبعد ما قيل المراد النهى عن جماع الحيض والدبر، وقيل تطهيرها غسلها من الأَنجاس مطلقاً لا لخصوص الصلاة، وكان المشركون لا يبالون بالأَنجاس فأَمر بخلافهم، قيل لما ألقوا عليه ساجداً فرث شاة ودمها رجع حزيناً فتدثر فنزل { يا أيها المدثر. قم فأنذر } لا يمنعك سفههم عن الإِنذار وكبر وقد عز أن لا ينتقم منهم وثيابك فطهر عن الدم والفرث، وقيل طهر ثيابك عن النجس للصلاة واعترض بأَن المقام ليس لها إِلا ما قيل المراد بالتكبير تكبير الإِحرام ومر ما فيه، وقيل ثيابك بدنك اغسله من الأَنجاس بحيث يشمل الاستنجاء المعهود ويبحث بأَنه كان فى المدينة، وقيل اجعل ثيابك قصيرة فوق الكعب لا تنجر على الأَرض كما يفعل المتكبر ومن لازم ذلك تنجسها وتوسخها وفيه تكبر وقد جاء مرفوعاً أن إزرة المؤمن إِلى أنصاف ساقيه ولا بأس ما لم تكن تحت الكعب وما تحته فى النار، أو طهر ثيابك للصلاة عن الأَنجاس والأَوساخ وكان - صلى الله عليه وسلم - يغسل ثيابه عن الأَوساخ الظاهرة للصلاة ولغيرها وفى الآية وجوب اللباس للصلاة ولا صلاة للعارى.