التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ أَصْحَابَ ٱلْيَمِينِ
٣٩
فِي جَنَّاتٍ يَتَسَآءَلُونَ
٤٠
عَنِ ٱلْمُجْرِمِينَ
٤١
مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ
٤٢
-المدثر

تيسير التفسير

{ إِلاَّ أصْحَابَ الْيَمِينِ } فإِنهم فكوا أنفسهم بالتوحيد والطاعة كما يفك الرهن بقضاء الدين وهم المؤمنون المخلصون أضيفوا لليمين لبركة اليمنى وهم ميامين أى مباركون على أنفسهم وبه قال على وابن عمر أو أضيفوا لليمين لأَنهم يعطون كتبهم بأَيمانهم أو لأَنهم عن يمين آدم يوم ألست بربكم، وقال الله عز وجل هؤلاء إِلى الجنة ولا أبالى، وقال لأَهل الشمال هؤلاء إِلى النار ولا أبالى وعن على أطفال المسلمين ورجحه بعض الصوفية وقيل الملائكة لجواز إِطلاق النفس عليهم والكسب وعليه ابن عباس وعليه فالاستثناء منقطع لأَنه لا ذنب لهم يرهنون فيه وكأَنه قيل ما بالهم فقال:
{ فِي جَنَّاتٍ } أى هم فى جنات عظيمة لا يعلم غايتها إِلا الله تعالى أو فى جنات حال من أصحاب اليمين أوحال من الواو فى قوله:
{ يَتَسَاءَلُونَ. عن الْمُجْرِمِينَ } أو يتعلق بهذا الفعل وقدم فى الوجهين للفاصلة ولطريق الاهتمام والمراد بالتساؤل هنا وقوع السؤال بينهم لا بشرط أن يكون كل واحد منهم يسأَل الآخر بل كل سأَل الآخر كما هو أصل التفاعل أو سأَل بعض بعضاً فقط ومن أين لنا أن نقول المراد هنا خصوص سؤال بعض بعضاً لا كل واحد للآخر ومن ذلك أن يسأَل زيد بكراً عن مجرم ويسأَله بكر عن مجرم آخر وبعد ما يسأَل بعض بعضاً أو يسأَلون الملائكة أو يتساءلون المجرمين كما عدى ترامى وتداعى فقيل تداعيناه وتراميناه يقولون ما ذكر الله تعالى بقوله:
{ مَا سَلَككُمْ فِي سَقَرَ } أى قائلين ما أدخلكم فيها أولا مفعول به فى المعنى ليتساءل إِلا قوله عن المجرمين أو يتساءلون يتضمن معنى القول فالجملة بعده مفعول به له.