التفاسير

< >
عرض

وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ هُوَ أَهْلُ ٱلتَّقْوَىٰ وَأَهْلُ ٱلْمَغْفِرَةِ
٥٦
-المدثر

تيسير التفسير

{ وَمَا يَذْكُرُونَ } بمجرد اختيارهم فى حال من الأَحوال. { إِلاَّ أنْ يَشاءَ اللهُ } إِلا حال مشيئة الله أو لا يذكرون لشئ إِلا لأَن يشاء الله عز وجل. { هُوَ أهْلُ التَّقْوَى } أهل ان يتقى المكلفون عذابه بالإِيمان والعمل. { وَأهْلُ الْمَغْفِرةِ } لذنوب التائب قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - { هو أهل التقوى وأهل المغفرة } فقال: "قد قال ربكم أنا أهل أنْ أتقى فلا يجعل معي إِله، فمن اتقاني ولم يجعل معي إِلهاً آخر فأَنا أهل أنْ أغفر له" ، رواه أنس ويتمسك بذلك من يقول الموحد لا يدخل النار ولو أصر على الفسق، والأَشعرية القائلون بجواز دخول الموحد الفاسق الجنة مع إِصراره والأَشعرية الآخرون القائلون بوقوع ذلك لبعض الأُمة وليس كذلك فإِن المراد بالتقوى التوحيد والعمل مع ترك الإِصرار، وعن ابن عمر وأبى هريرة وابن عباس مثل ذلك الحديث. وروى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "قال: يقول الله تعالى: إِني لأَجدني أستحيي من عبدي يرفع إِلى يديه أنْ أردهما من غير مغفرة، قالت الملائكة إِلهنا ليس لذلك أهلاً قال الله تعالى: لكني أهل التقوى وأهل المغفرة فإِنْ تركوا التقوى فلست أترك المغفرة إِذا أنابوا إِليَّ" ، اللهم اجعلنا من أهل هذه الآية - وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.