التفاسير

< >
عرض

وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ
٢٧
-القيامة

تيسير التفسير

مبتدأ وخبر أى وقال بعض الحاضرين أو بعض الناس وراق كقاض، من يرقى يتكلم بما يشفى به المرض أو الجنون أو يفعل فعلاً يحصل به الشفاء فى كل ذلك بإِذن الله عز وجل كآيات الشفاء، أو الراقى الطبيب مطلقاً الشامل لذلك، أى من راق منكم أيها الحاضرون أو من غيركم فيجاء به ليرقيه، والظاهر أن الاستفهام حقيقى، وعن عكرمة استفهام استبعاد أى لا تنفعه الرقى، وقيل قال بعض الملائكة لبعض أيكم يرقى أى يعرج بروحه أملائكه الرحمة أم ملائكة العذاب فالاستفهام حقيق وفيه أن هذا يحتاج إِلى نقل أن الملائكة تقول ذلك وفيه أيضاً أن ملائكة الرحمة ينافيها فلا صدق ولا صلى الخ. وقد يجاب بأَن هذا قول عن ابن عباس وما قاله إِلا وقد صح عنده وأن الضمير للإِنسان الشامل للمؤمن والكافر ولا مانع من تخصيص بعض ما يشمله بذكر شأنه وهو الكافر واستدل بالآية على أن النفس جسم لا جوهر مجرد إِذ لا يتصف الجوهر المجرد بحركة ولا تحيز ويرده أن النفس فى الاية الحيوانية وهى جسم والروح هى الجوهر المجرد، وأيضاً المراد ببلوغها التراقى قرب انقطاع التعلق وهو مما يتصف به المجرد لأَنه لا يستدعى تحيزاً ولا حركة ولا سكوناً، والجمهور على أن النفس وهى الروح جسم لطيف جداً ألطف من الضوء عند القائل بجسميته والنفس الحيوانية مركب لها وهى سارية فى البدن سريان ماء الورد فى الورد والنار فى الفحم.