التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰ أَهْلِهِ يَتَمَطَّىٰ
٣٣
-القيامة

تيسير التفسير

ثم للترتيب الذكرى الرتبى فى البعد أى أخبركم بعد ذلك باَمر منه عظيم فى القبح وهو أنه مع قوله الفظيع وتكذيبه وتولية ذهب إِلى أهله مطمئناً فرحاً لم يخف معاجلة العذاب على ذلك، والتمطى التبختر، قيل لأَن التبختر يمد خطاه وأصله التمطط قلبت طاؤه الثانية ياء وفى الماضى ألفاً لتوالى الأَمثال كتقضى البازى أصله تقضض قلبت الضاد الثانية ألفاً وتظنى أصله تتظنن فالإِعلال عارض أو تمطى من المطا وهو الظهر والمتبختر يلوى ظهره فأَلف تمطى على هذا بدل من الواو الذى هو لام الكلمة لا من أحد الأَمثال فإِعلال فيه أصيل لا عارض، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إِذا مشت أُمتى المطيطا وخدمتهم بنات فارس والروم جعل الله بأسهم بينهم وسلط شرارهم على خيارهم" ، وقيل الآية نزلت فى أبى جهل وكان التبختر عادة لأَبى جهل وكثيراً فى قومه بنى مخزوم وقد مر أن قوله أيحسب الإِنسان الخ فيه وقد مر لك أن تعميم الإِنسان فيما مضى للبر والفاجر لا يعارضه ذكر ما للفاجر خصوصاً والحاصل أن الحكم على الجنس بأَحكام لا يضر فيه تخصيص بعض الأَفراد بحكم منها.