التفاسير

< >
عرض

أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ
٣٤
ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ
٣٥
-القيامة

تيسير التفسير

خطاب للكفار كلهم على سبيل البدلية، وقيل لأَبى جهل ويلتحق به غيره وذلك كلمة تهديد فقيل معناه ويل لك مرة بعد أُخرى أو أنت أجدر بهذا العذاب فقيل أولى اسم تفضيل من الولى بمعنى القرب ثم غلب فى قرب الهلاك والدعاء بالسوء نائباً عن المصدر كأَنه قيل هلاكاً أولى لك بمعنى أهلكك الله تعالى إِهلاكاً أقرب إِليك من كل شر وإِهلاك كما غلب بعد أو سحقاً فى الهلاك، وقال الأَصمعى أولى فعل ماض أى قارب لك هو أى الهلاك يدل عليه السياق، وقيل ماض فيه ضمير لله سبحانه وتعالى على صورة الدعاء أو يقدر قل داعياً أى أولاك الله ما تكره واللام فى ذلك كله زائدة أو بمعنى من، وقيل اسم فعل بمعنى وليك وقيل اسم تفضيل خبراً لمبتدأ محذوف يقدر فى كل مقام بما يليق فيقدر للكافر النار أولى لك أى أنت أحق بها والجملة تأكيد للأُولى والترتيب ذكرى أو مؤسسة لشر آخر أعظم من الأَول كما قيل ويل لك يوم الموت وويل لك فى القبر وويل لك حين البعث وويل لك فى النار، وعن ابن عباس قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أى لأَبى جهل أولى لك فأَولى ثم أولى لك فأولى فأَنزله الله تعالى يعنى أنه فى اللوح المحفوظ حين خلق القرآن قبل خلق آدم، ويروى أنه لما نزلت الآية أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمجامع ثوب أبى جهل لعنه الله فى البطحاء وقال أولى لك فأَولى ثم أولى لك فأَولى فقال: أتتوعدنى يا محمد والله ما تستطيع أنت ولا ربك أن تفعل لى شيئاً أنا أعز من مشى بين جبليها ولما كان يوم بدر صرعه الله شر صرعة وقتله الله أشد قتلة وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول "لكل أمة فرعوناً، وفرعون هذه الأُمة أبو جهل" .