التفاسير

< >
عرض

بَلْ يُرِيدُ ٱلإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ
٥
-القيامة

تيسير التفسير

اللام صلة فى المفعول به أى بل يريد الفجور فىمستقبله كما أراده فىالماضى والحال فهو منغمس فيه لا يلوح له الإِقلاع يقدم الذنب ويؤخر التوبة ويقول سوف أتوب حتى يموت قبل التوبة، وقيل يطول أمله ويقول أصيب كذا وأصيب كذا ولا يذكر الموت، وقال ابن عباس يكذب بما أمامه من البعث والحساب ووجه الإِضراب الانتقالى ببل أن العزم على الدوام فى الشر أقبح فلو عاش إِلى آخر الدهر لم يقلع وقد نوى أن لا ينقطع عنه فقد تكتب عليه هذه المدة الطويلة فى معاصيه أونيته لها كتابة عزم لا كتابة وقوع فعل والعطف على همزة الاستفهام وما بعدها فلا مدخل له فى الاستفهام أى انتقل من إِحسانه إِلى ما هو أعظم وهو دوامه فى الكفر، ويجوز أن يقدر له استفهام أى بل أُريد وأن عطف على ما بعده الهمزة انسحب عليه استفهامها وأمام اسم مكان استعير للزمان المستمر لجامع الاحتواء، وقيل المفعول محذوف أى يريد الإِنسان شهواته ومعاصيه ليفجر أمامه أى ليمضى عليها أبداً وأعاد ذكر الإِنسان تأْكيداً لقبح كفره المذكور من حيث إِن الإِنسانية تأْباه لأَن وضع الإِنسان على ما هو من العقل والفهم يجر إِلى الإِيمان حتى كأَنه يتصور بصورة الغباوة وليس به لظهور أدلة العقل وكثرتها.