التفاسير

< >
عرض

إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً
١٠
-الإنسان

تيسير التفسير

{ إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبّنَا } الخ من للابتداء متعلق بنخاف والمعنى نتوقع منه أو حال من يوماً والجملة تعليل لنطعمكم أى نطعمكم لأَنا نخاف أو لقوله لا نريد أى لا نريد... الخ، لأَنا نخاف على إِرادة الجزاء عذاب يوم قمطرير وزعم بعض أنه أصح وفيه تشديد إِذا كان الإِطعام غير واجب فإِن إِبطال النفل بطلب عوض مبطل لثوابه لا موجب العقاب إِذا بطل بغير ما هو معصية، وأما قوله تعالى لا تبطلوا أعمالكم فإِنه عام إِلا أنه فيما قصد به ثواب الله من أول ثم أبطل أما إِذا قصد من أول الأَمر عوض فدخول بلا ثواب فضلا عن إِبطاله. { يَوْماً } أى عذاب يوم أو خوفه كناية عن خوف ما فيه. { عَبُوساً } التعبس لوجوه أهله فإِسناده إِليه إِسناد ما للحال للمحل مجاز عقلى أو يقدر مضاف أى عبوساً وجوه أهله، وعن ابن عباس أن الكافر يعبس وجهه يومئذ حتى يسيل من بين عينيه عرق مثل القطران، ويجوز أن يراد بالتعبس الكناية عن مطلق الشدة حتى يشمل ما يصيب المؤمن منها. { قَمْطَرِيراً } شديد العبوس بإِسناد ما للحال للمحل، وعن ابن عباس طويلاً فى الشر ويقال شديداً صعباً كأَنه التف شره بعضه ببعض ويقال اقمَطرَّ فهو مُقْمطِرٌّ وقمطرير إِذا صعب واشتد، والآيات على العموم ولو خص سبب النزول فقيل نزلت فى أبى الدحداح من الأَنصار جاءه وقت الإِفطار مسكين ويتيم وأسير فأَعطاهم ثلاثة ارغفة وبقى له ولأَهله رغيف واحد، وذكر عن ابن عباس أنها نزلت فى على أصلح ثلث شعير أجره من عمله ليهودى ليأكله فأتاه مسكين فاعطاه وعمل ثلثاً فأَتاه يتيم فأَعطاه وكذا الثلث فأَتاه مشرك أسير فأَعطاه وطوى يومه وليله هو وأهله.