التفاسير

< >
عرض

مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَىٰ ٱلأَرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً
١٣
-الإنسان

تيسير التفسير

{ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا } حال من الهاء فى جزاهم مقدرة على تفسير جزاهم بأَدخلهم أو أعطاهم وخص الجزاء بالإتكاء لأَنه أتم حالات المتنعم وقيل حال مقدرة من واو صبروا أى صبروا ناوين بصبرهم الاتكاء وهو ضعيف خلاف الأَصل، وقيل نعت جنة ولم يبرز الضمير مع جريان النعت على غير ما هو له أأمن اللبس فالأصل متكأهم فيها بإِفراد متكئاً وهم فاعل لمتكأ ولا تقل الأَصل متكئين هم فيها بالجمع لأَن الجمع فيه ضمير مستتر ولا بد لأَنه وصف إِلا على لغة أكلوه البراغيث وأجاز الكوفيون عدم الإِبراز فى ذلك إِذا أمن اللبس وهو ظاهر فى الآيات فلا يلزم أن يكون منه قوله: قومى دار المجد بانوها.
وقد علمت البيت لتبادر أن المراد حذف المبتدأ أى هم بانوها. { عَلَى الأَرائِكِ } السرر فى الستور والمفرد أريكة وقيل الأَريكة كل ما اتكئَ عليه من سرير فى ستر أو فى غيره ومن غير سرير كفراش ووسادة من قولهم أرك بالمكان أقام فيه وأصل الأَراك الإِقامة على رعى الأَراك ثم استعمل فى كل إِقامة مطلقاً. { لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً } حال ثانية أو حال من المستتر فى متكئين أو نعت لجنة والزمهرير البرد أى لا يرون فيها حر شمس ولا برداً فحذف المضاف أو أُريد بنفى الشمس نفيها ونفى لازمها وهو الحر، وقيل الزمهرير القمر فى لغة طئ. قال شاعرهم:

وليلة ظلامها قد اعتكر قطعتها والزمهرير ما زهر

ونفيه القمر نفى للحر أو يقدر الحر منسوباً إِليه مع الشمس. أى لا يرون فيها حر شمس ولا زمهرير أى ولا حر قمر. والمشاهد أن الأَنوار حارة فطبع القمر الحر لا البرد كما ادعى، ويجوز أن يكون المعنى أن هواء الجنة مضئ فلا شمس ولا قمر وتارة يكون نور أشد من نور الجنة كالشمس كما إِذا ضحكت حوراء فى وجه زوجها ولا مضرة فى ذلك ولا حر وأنوار الجنة غير حارة.