التفاسير

< >
عرض

وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً
١٩
وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً
٢٠
-الإنسان

تيسير التفسير

{ وَيَطُوفُ عَلَيْهمْ } للخدمة. { وِلْدَانٌ } مخلوقات فى الجنة على صورة الولدان وأطفال الأَشقياء للخدمة { مُخَلَّدُونَ } دائمون على الطراوة والبهاء أو مزينون بالخلدة وهو نوع مما يعلق بالأُذن، قال أنس قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألف ولد لكل سعيد وقيل أضعاف ذلك يجمع بأَن اختلاف العدد باختلاف الأَعمال يتمتع أهل الجنة بهؤلاء الولدان تمتع المالك بغنمه أو بشئ من ماله بعجبه به وسروره به لا ينظر شهوة لأَن ذلك حرام فى الدنيا وكيف بالجنة. { إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنثُوراً } لحسنهم وصفاء ألوانهم وإِشراق وجوههم وانبتاتهم فى مجالسهم ومنازلهم وانعكاس شعاع بعض إِلى بعض، أو شبهوا باللؤلؤ الرطب إِذا نثر من صدفه لأَنه أحسن وأكثر ماء والخطاب للنبى -صلى الله عليه وسلم- أو لكل من يصلح وكذا فى قوله:
{ وَإِذَا رَأَيْتَ } أى أطلقت نظرك فلا مفعول له. { ثَمَّ } فى الجنة، { رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً } لا تقوم به العبارة وكان معقولاً ومحسوساً، قال ابن عمر عريضاً واسعاً يبصر أدناهم منزلة فى الجنة ملك مسيرة ألف عام يرى أقصاه كما يرى أدناه يمد الله تعالى فى بصره أو خلق الله ما فى الجنة على ذلك، وعن مجاهد الملك الكبير استئذان الملائكة عليهم فإِن مجئ ملائكة الرحمة أمرعظيم ولا سيما بالخير والخدمة ولا سيما بالاستئذان على صورة العبد لمالكه، وقال الترمذى هو ملك التكوين إِذا أرادوا شيئاً كونه الله تعالى، وقيل الملك باعتبار أنه دائم فكبره المراد هو بدوامه وأجاز الكوفيون حذف الموصول وبقاء صلته أى إِذا رأيت ما ثم كقوله:

فمن يهجو رسول الله منكم ويمدحه وينصره سواء

. أى ومن يمدحه إِلا أنه يحتمل أن لا يحذف ويسحب من على الكل كأَنه قيل الذين هم هاج ومادح سواء.