التفاسير

< >
عرض

وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً
١٢
-النبأ

تيسير التفسير

شبه سبع السماوات بالقبات ورمز لذلك بلازم القبات وهو البناء وإِثبات البناء تخييل واستعارة للخلق واذكر الآن أنهم غلطوا فى الاستعارة التبعية ببنائها على استعارة أصلية إِذ لا تلفظ بهذه الأَصلية المدعاة فكيف تتصور بلا تلفظ فإِما أن يراد التبع فى المعنى الذى فرعت عليه التبعية أو فى التشبيه المقصود، وقيل اختار لفظ البناء للإِشارة إِلى أن خلقها على سبيل التدريج والسماء خيمة لا سطح مستو وذكر فى آية بأَنها سقف لا ينافى أنها خيمة فإِن الخيمة سقف على من تحتها، وصح أيضاً أن العرش خيمة وإِنما احتج على المشركين ببنائه تعالى وعز وجل سبع سماوات شداد أى قويات محكمة لا يسقط منها ما يضركم أو يعطلكم عن المعاش مع أنهم مشركون لا يصدقون بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأَنهم سمعوا بثبوتها عن أسلافهم عمن يعتقد أسلافهم صدقه كاسماعيل أو سمعوه من أهل الكتاب وليس مما يعاندون فيه ولا يضرنا فى ذلك كون هذا على هذا المقدار والجعلات قبل هذا وبعده وإِنزال الماء من المعصرات على تحقيق عندهم أو لأَنه لا يعتبر إِنكارهم إِن أنكروا، سبع السماوات لصحتها وإِخباره -صلى الله عليه وسلم- بها، أو الخطاب يعم الناس وغلب المؤمنين أو اعتبر فى الاستفهام التقرير حتى كأَنه إِخبار مجرد هكذا " { ألم نجعل الأَرض مهاداً والجبال أوتاداً وخلقناكم أزواجاً.. } " [النبأ: 6 - 8] إلى... { وبنينا فوقكم سبعاً شداداً }، ولا يتعلق فوق ببنينا على ظاهره لأَنها بنيت قبل وجودهم بل بتقدير مضاف أى فوق أرضكم أو فوق جو أرضكم.