التفاسير

< >
عرض

فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً
٣٠
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً
٣١
-النبأ

تيسير التفسير

{ فَذُوقُوا } بسبب كفركم بالحساب الخطاب تقريع بالتشديد بعد الإِعراض عنهم بالغيبة على طريق الالتفات. { فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً } هذه الزيادة لا تنافى كون الجزاء موافقاً للعمل فإِنها من طبعه لأَنهم مصرون حتى إِنهم لو ردوا لعادوا وعصيان كل وقت أشد قبحا من الذى قبله ومن نيتهم أن لا ينقطعوا عن ذلك، وقيل لما كان كفرهم أشد عوقبوا بأَشد عذاب وهو زيادة عذاب كل يوم، وزعم بعض أن الزيادة لحفظ الأَصل وأنه لولاها لأَلفوا العذاب وهو ظاهر الفساد إِذ لا يتصور إِلفه إِلا إِن شاء الله تعالى ويحتاج فى ذلك قائله إِلى نقل من نحو حديث وشرع فى ذكر حال المؤمنين بعد ذكر حال الكافرين بقوله عز وجل:
{ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ } المجانبين الشرك والإِصرار على المعاصى. { مَفَازاً } أى فوزاً فهومصدر ميمى بمعنى مفعول أى مفوزاً به وما بعده بدل كل لا باق على حاله لأَن الحدائق وما بعدها ليست فوزاً وليس اسم مكان لأَن ما بعده ليس موضعاً يستقرون عليه إِذ لا يستقرون على الحدائق والأَعناب والحوادق والكأس ولا اسم زمان لأَنها أعنى الأَحداق وما بعدها ليسن أزماناً ويجوز إِبقاؤه على أصله من المصدرية فيكون حدائق وما بعده اشتمال على حذف الرابط بعد دهاقا أى له أى ثوابت لذلك الفوز وليس عدم انحصار الفوز بما ذكر موجباً لأَن يكون بدل بعض فإِذا قلت جاء إِخوة زيد بكر وخالد وعمر فبدل كل باعتبار ما أُريد ذكره لا بدل بعض باعتبار أن له إِخوة آخرين.