التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ
٢٢
-النازعات

تيسير التفسير

زاد إِدباراً أعظم كما دل عليه ثم فإِن حشره ونداءه فيه العصيان المذكور وزيادة السعى والعلاج فى إِبطال الحق وليس لفظ ثم كما قيل يفيد أنَّ تَقَضّى الأَبطال يستدعى زمانا طويلا وذلك إِدبار عقلى ويجوز أن يكون حسياً بأَن أدبر عن المجلس ساعياً فى إِبطال أمر موسى أو هارباً عن الثعبان إِذ ألقى عصاه فصارت ثعباناً أشعر أفغر فاه بين لحييه ثمانون ذراعاً لحيه الأَسفل فى الأَرض أو على سور القصر وأحدث فرعون فى ذلك اليوم سبعين مرة ومات من قومه فى هروبهم خمسة وعشرون ألفا أو انقلبت حية وارتفعت فى الهواء قدر ميل وانحطت نحو فرعون تقول مرنى يا موسى بما شئت وفرعون يقول أنشدك يا موسى الذى أرسلك إِلا أخذتها فأَخذ الثعبان أو الحية فصار عصا وبحث بعض بأَنه إِن كان هذا بعد حشر السحرة للمعارضة فلا تصح إِرادته هنا إِن أريد بالحشر فى قوله تعالى { فحشر } حشر السحرة وإِن كان بعد التكذيب وقيل حشرهم فلا يظهر تراخيه عن ألأَولين إِلا إِن قيل ثم لاستبعاد إِدباره مرعوباً مع دعوى الأُلوهية، وقيل أدبر أقبل من قولهم أقبل يفعل أى أنشأَ يفعل لكن جعل الإِدبار فى موضع الإِقبال لأَن إِقباله فى ذلك إِدبار له وتدمير كما تقول شرع فلان يخزى نفسه إِذا شرع فى فعل يدعيه خيراً له وهو هلاك له.