التفاسير

< >
عرض

وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا
٣٠
-النازعات

تيسير التفسير

{ وَالأَرْضَ } منصوب على الاشتغال وقيل منصوب بتذكر أو تدبر أو اذكر محذوفا، { بَعْدَ ذَلِكَ } المذكور من خلق السماء وإِغطاش الليل وإِخراج النهار. { دَحَاهَا } بسطها للسكنى والانتفاع بها من الدحو أو الدحى فأَلفه عن واو أو عن ياء وقيل دحاها سواها والأَكثر على الأَول ودحيها أو تسويتها بعد خلقها أو معه قولان والأَول عن ابن عباس قال الحسن كانت يوم خلقت على هيئة الفهر وحصل الجمع بين هذه الآية وقوله تعالى { { ثم استوى إِلى السماء } [البقرة: 29] بأَن خلق الأَرض متقدم عن خلق السماء ودحوها متأَخر عن خلق السماء وقيل بعد بمعنى مع كما قيل فى قوله تعالى { { عتل بعد ذلك زنيم } [القلم: 13] أى مع ذلك والذى يظهر لى أن المراد بالبعدية فى الآية بعدية الإِخبار كما تقول أكل زيد رطل لحم صبحاً وأكل بعده فى ليلته رطلين أى أخبرك بكذا بعد ما سمعت كذا، قال ابن عباس خلق الله تعالى الأَرض ثم السماء ثم دحا الأَرض واعترض بأَنه يستحيل الجسم العظيم أن يكون بلا دحو لظاهره وأُجيب بأَن خلق الأَرض السابق خلق مادتها واعترض كون الأَرض يوم خلقت كالفهر بقوله تعالى: { { خلق لكم ما في الأَرض جميعاً ثم استوى إِلى السماء } [البقرة: 29] وخلق ما فيها إِنما هو بعد الدحو وأُجيب بأَن خلق بمعنى قدر أو أراد الخلق وقيل ثم للتراخى الرتبى وخلق السماء أعجب من خلق الأَرض، ويروى أن الله تعالى خلق جرم الأَرض يوم الأَحد ويوم الاثنين ودحاها وخلق ما فيها يوم الثلاثاء ويوم الأَربعاء وخلق السماوات وما فيها فى يوم الخميس والجمعة وفى آخر يوم الجمعة كمل خلق آدم واختار قوم تقدم خلق السماء على الأَرض وخلق ما فيها بعد خلق الأَرض.