التفاسير

< >
عرض

ذٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ
١٤
-الأنفال

تيسير التفسير

{ ذَلِكُمْ } أَى العذاب الدنيوى بسبب المشاقة، والخطاب للمشركين على طريق الالتفات من الغيبة إِلى الخطاب، أَى الأَمر ذلكم، أَو ذلكم هو العذاب، أَى الكامل، أَو ذوقوا ذلكم ذوقوه، أَو الخبر ذوقوه، وعلى الوجهين تكون الفاء صلة فى قوله { فَذُوقُوهُ } على طريق زيادة الفاء فى خبر المبتدأ ولو لم يكن كالشرط فى العموم وزيادته فى المشغول، أَو عاطفة على قوله الأَمر ذلكم، أَو ذلكم هو العذاب، أَو قوله باشروا ذلكم، أَو عليكم ذلكم، وفى قوله شديد العقاب تلويح بأَن عذاب الدنيا الذى أَصابهم أَو أَصاب غيرهم كلا عذاب، إِذا قلنا بأَنه عذاب الآخرة { وأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ } عطف لمصدر الاستقرار على ذلك المخبر به عن محذوف، أَى الأَمر ذلكم، وثبوت عذاب النار للكافرين، أَو الحكم ذلكم وإِن إِلخ.. وعلى إِعراب ذلك بغير ذلك يجعل خبراً لمحذوف، أَى والواجب أَن للكافرين عذاب النار، ويضيف أَن مصدر الاستقرار مبتدأ خبره محذوف، أَى وثبوت عذاب النار حتم، ويضعف أَن يكون منصوباً على المعية إِذ لا تعهد المعية بمصدر بتأويل أَى ذوقوه أَى مع ثبوت عذاب النار لكم، ولكن التفت الكلام من الخطاب للغيبة بالاسم الظاهر وهو لفظ الكافرين، ليذكر أَن علة ذلك أَو علة الجمع بين عذاب الدنيا والآخرة هو الكفر، وقدر بعض واعلموا أَن للكافرين عذاب النار.