التفاسير

< >
عرض

يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ
١٥
-الأنفال

تيسير التفسير

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتم الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا } حال من الذين، أَى ذوى زحف، أَو زاحفين شبيهين بمن يزحف زحفاً، أَى يمشى على مقعدته كالصبى، أَو يمشى على مهل لعيائه لأَنهم كثروا فيكونون فى رأى العين كالزاحف ولو أَسرعوا فى مشيهم، فى الآية زجرهم عن الهرب للكفار ولو كثروا، أَو حال من التاء، أَو منها ومن الذين، وعدد المسلمين ولو قل لكنه كثر بالنسبة إِلى ما دونه، بل هو كثير باعتبار مدد الملائكة { فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ } لا تجعلوهم بفراركم تالين أَدباركم كالقفا والظهر والستة، فضلا عن أَن تفروا، أَى لا تنهزموا ولا تفروا، واصبروا حتى يأتى أَمر الله، ويلزم من الانهزام والفرار تولية الأَدبار والآية مقيدة بما إِذا لم يكن الواحد بأكثر من عشرة من المشركين، ثم كانت مقيدة بما إِذا لم يكن الواحد ثلاثة أَو أَكثر لا كما ادعى بعض أَنها عامة نسخت بما فوق ذلك فى قوله تعالى " { إِن يكن منكم عشرون } "[الأَنفال: 65] إِلى " { والله مع الصابرين } " [الأَنفال: 66] والآية تلويح بما فى يوم حنين من انهزام المسلمين وهم أثنا عشر أَلفاً.