التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ
١١
فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ
١٢
-عبس

تيسير التفسير

{ كَلاَّ } مبالغة فى النهى عن معاودة مثل ذلك فما عبس بعد ذلك فى وجه فقير أو ضعيف ولا تصدى لاحترام ذى جاه أو غنى حتى مات - صلى الله عليه وسلم - والفقراء فى مجلسه - صلى الله عليه وسلم - أُمراء بعدلك وينبغى التأَدب به - صلى الله عليه وسلم - فى ذلك كما نسب فعل ذلك إِلى سفيان الثورى نزل أول السورة إِلى قوله كرام بررة بعد انقضاء كلامه - صلى الله عليه وسلم - مع هؤلاء الكفرة ووصوله إِلى بيته وقيل فى مجلسه قبل انقضاء كلامه.
{ إِنَّهَا } أى السورة أو هؤلاء الآيات أو القرآن وعليه فالتأنيث لتأنيث الخبر والأَولان أقرب لموافقة التأَنيث ولأَن العود إِلى الجزء الحاضر أولى لحضوره من العود إِلى أجزاء بعدت مع ما قرب والثانى أولى من الأَول لحصول مرجع الضمير بخلاف العود إِلى السورة فإِنها لما تكمل عند عود الضمير وعدم الكمال أيضا متصور عند العود إِلى القرآن لكن الهاء فى ذكره تناسب القرآن للتذكير ويجاب بعودها إِلى الله عز وجل وبعودها إِليه ينحل استشكال عودها إِلى السورة أو الآيات وقد قيل بعودها إِلى السورة والآيات لتأويلهن بالذكر أو القرآن وقيل ها للمعاتبة والهاء فى ذكره له أيضا لأَنها بمعنى العتاب، وقيل الضميران للدعاء إِلى الإِسلام وتأنيث الأَول لأَن الدعاء بمعنى الدعوة أو هما للدعوة وتذكير الثانى بمعنى الدعاء أو الوعظ. { تَذْكِرَةٌ }.
{ فَمَن شَاءَ } من الناس. { ذَكَرَهُ } اتعظ به قد علمت أن من واقعة على الإِنسان وكذا الضمير فى ذكر والهاء للقرآن أو السورة أو الآيات أو التذكرة للتأويل بما ذكر كقرآن ووعظ وتذكير أو الهاء لله عز وجل.