التفاسير

< >
عرض

قُتِلَ ٱلإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ
١٧
-عبس

تيسير التفسير

{ قُتِلَ الإِنْسَانُ } ذم بصورة الدعاء باللعن أو القتل أو امر بالدعاء أى قل يا محمد أو يا من يصلح للقول قتل الإِنسان.. إِلخ، وقيل المراد أنه ستقتل الكفار بإِنزال آية القتال والماضى للتحقق وهو ضعيف والإِنسان جنس الكافر أو الكفرة المذكورون المستغنون الذين اشتغل - صلى الله عليه وسلم - بهم عن ابن أُم مكتوم وقد قيل نزلت فى عتبة بن أبى جهل غاضب أباه فأَسلم فأَرضاه أبوه بمال فارتد وجهزه إِلى الشام فبعث إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كافر برب النجم إِذا هوى فقال - صلى الله عليه وسلم - اللهم ابعث عليه كلبك حتى يفترسه فكان أبوه يندبه وينوح ويقول ما يقول محمد شيئاً إِلا كان فلما كان فى أثناء الطريق ذكر دعاء النبى - صلى الله عليه وسلم - فجعل لمن معه ألف دينار إِن أصبح حياً فجعلوه وسط الرفقة والمتاع فجاء أسد فقتله ومزقه وقيل نزلت فى أُمية بن خلف وقيل فى قتلى بدر. { مَا أكْفَرَهُ } تعجيب من إِفراطه فى الكفر ولا كافر غير مفرط فى الكفر لأَن أدنى كفر إِفراط ولو تفاوتوا وقيل ما استفهامية إِنكارية أى أى شئ صيره كافراً ولم يسمع مع ما يشاهد من الدلائل قبل نزول القرآن قتل الإِنسان ما أكفره ولا يصح من نسب لامرئ القيس هكذا...

أيتمنى فى الصيف الشتاء فإِذا جاء الشتاء أنكره
فهو لا يرضى بحال واحد قتل الإِنسان ما أكفره

بل ذلك شعر موضوع اقتبس من الاية كقوله قتل الإِنسان.. إِلخ فإِنى لم أره فى نسخ ديوانه ولا فى شرحه ولا سيما نسخة عتيقة مجودة صححت عند ابى على الشلوبين فى أندلس ولم أجد فيها ذلك وأذن الشلوبين لتلميذه له فى روايته وذلك أكثر من خمسمائة عام ولم يتغير كأَنه كتب الآن وكأَنه صنعت أوراقه الآن.