التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ
٦
-الانفطار

تيسير التفسير

{ يَا أيُّهَا الإِنسَانُ } خطاب فى الدنيا للكافر على العموم وعن عكرمة أنه أُبى بن خلف وعليه فيحمل غيره عليه حملاً وليس من باب خصوص السبب وعموم الحكم لأَنه كأَنه قيل يا فلان نعم إن قيل هى عامة سبب نزولها أُبى بن خلف كان من ذلك، والعموم من أول بلا حمل أولى لأَن الكلام قل وبعد على العموم ووقع بين المجمل وهو علمت نفس وتفصيله بأَن الأَبرار وأن الفجار وقيل نزلت فى الوليد ابن المغيرة وقيل فى أبى الشريق وهو أسيد بن كلدة وقيل اسمه كلدة.
{ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ } الباء للبدلية والمعنى ما غرك بدلا من ربك الكريم أو بمعنى عن وضمن غرك معنى صرفك عن طاعته الى معصيته ومقتضى الظاهر ما غرك بربك القاهر والشديد العقاب ولكن جعل بدله الكريم تلويحاً بأَنه لا يليق لعاقل ما أن يعصى من شأنه الكرم ومن أنعم بالنعم العظام قال بعض أقول غرنى عفوك وكرمك وسترك،وعن الفضيل بن عياض إن سأَلنى قلت غرنى سترك المرخى وستورك المرخاة، وعن يحيى بن معاذ غرنى برك سالفاً وآنفاً، وقال أبو بكر الوراق غرنى كرم الكريم وقال قتادة غره عدوه المسلط عليه وعن الحسن غره شيطانه وعن عمر غره حمقه وقرأها - صلى الله عليه وسلم - فقال غره الجهل وقرأها عمر فقال إنه كان ظلوماً جهولاً وكل ذلك صحيح لا يتناقض إلا أن بعضا راعى سعة الرحمة وتمناها وجرى على ذلك حتى قيل على سبيل الانبساط هذا تعليم من الله الجواب لنا فى الدنيا ويقال يعرف حسن الخلق والإِحسان من قلة الأدب فى الغلمان وبعضا راعى الإِجلال وعن ابن مسعود يخلو الله بكل أحد ويقول يا ابن آدم ما غرك بى ماذا عملت فيما علمت يا ابن آدم ماذا أجبت المرسلين.