التفاسير

< >
عرض

لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ
١٩
-الانشقاق

تيسير التفسير

خطاب للانسان المذكور أولا إذ المراد به الجنس وعلى القول بأَن المراد الفرد فهذا الخطاب للكل لأَن الحكم واحد والطبق الحال أى حالاً عن حال وركوب الأَحوال ملاقاتها مجازاً شبهها بالركوب فعبر عنها به أو هو على حقيقته والتجوز فى الحال إذ شبهها بالدَّابَّة ورمز إليها بلازمها وهو الركوب وذكر الحال مرتين عبارة عن الكثرة كأَنه قيل أحوالاً بعد أحوال، وعن للمجاوزة ولذلك تراهم يقولون حالاً بعد حال لأَن مجاوز الشىءِ هو بعده وطبقاً مفعول وعن متعلق بتركب وقيل بمحذوف نعتاً لطبقاً وهو مفرداً وجمع طبقة أو اسم جمع اسم جنس والمراد أحوال شديدة الموت والبرزخ وأهوال القيامة بعضها أشد من بعض وقيل الأَحوال كونهم نطفاً وعلقاً وسائر الأَطوار والولادة وما يكون بعد الولادة من رضاع وفطم وغلمة وشباب وكهولة وشيوخه وغير ذلك إلى الموت وما بعد الموت ويرده أنه خطاب للمكلفين بعد الولادة والبلوغ فالأُولى ترك ما قبل التكليف وتعميم ما بعده من أحوال الدنيا والآخرة والمضارع ينافى ما مضى من ذلك كنطفة وما بعدها إلى التكليف ولا داعى إلى خطاب المجموع من النطف وما بعدها مع من يصلح للخطاب ويناسب التفسير بالموت وما بعده التفريع بالفاءِ فى قوله { { فلا أقسم } [الإنشقاق: 16] على قوله { { بلى إنَّ ربه كان به بصيراً } [الإنشقاق: 15] وقيل معنى الطبق الموت المطابق للعدم السابق والإحياءِ بعد الموت المطابق للإِحياءِ السابق من النطفة فذلك إقسام على البعث، وعن مكحول تكونون فى كل عشرين سنة على حال لم تكونوا عليها قبل، وعنه تحدثون فى كل عشرين عاماً أمراً لم تكونوا عليه قبل فإما أن يكون الطبق فى اللغة اسماً لعشرين عاماً وإما أن يكون بياناً لحدوث الأمر أنه يكون فى تلك المدة، وقيل الطبق القرن من الناس ومعنى ركوب القرن حصوله بهم أو لتركبن سنن من قبلكم قرناً بعد قرن والصحيح ما ذكر أَولاً وقيل ذلك أن السماء تنفطر ثم تحمر وتكون كالمهل وتكون وردة وتكون واهية وعلى قول أن الانسان النبى - صلى الله عليه وسلم - فالجمع تعظيم له والأَحوال ما يعانيه من الكفرة أو فتح بعد فتح ونصر بعد نصر، وقيل سماء بعد سماء فى ليلة المعراج ودرجات القرب وقيل المراد قوله - صلى الله عليه وسلم - "لتركبن سنن من قبلكم حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه" أو ركبوا متن ضباة لركبتموه ولفظ الصحيحين عن أبى سعيد الخدرى مرفوعاً "لتتبعن سنن من قبلكم وأحوالهم شبراً بعد شبر وذراعاً بعد ذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم، قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن" .